التملق مرض يصيب الكتاب ويجعلهم طريحي فراش الحاكم ، كلما زاد فساد الحاكم عندنا واشتد ظلمه لشعبه ونهبه لخيراته وتهميشه لمعارضيه كلما وجد المتملق فرصته سانحة للإسترزاق وسلك دروبا شتي في التعريض بالمعارضين والنيل من المنتقدين مهما كانت هوياتهم ،
لا أتدخل في الأمور الشخصية التي يثيرها هذا ضد ذاك ولا تلك التي تتعلق بتاريخ الأشخاص وسلوكم السابق ، لكن مايستوقفني في الهجوم المنظم علي الكاتب هو مضامين المقال المنشور منذ أسبوع تحت عنوان الآن هل عرفتموه؟ عرفناه نعم إنه نظام الإستبداد الجاثم علي صدورنا وعرفناهم أيضا إنهم الكتائب والعصابات والمرتزقة ؟
كتيبة ولد عبد العزيز العسكرية(بازب) أنشأها ولد الطايع لحمايته من الجيش وقادته وبعد محاولة فرسان التغيير الجريئة سنحت الفرصة لقائد الكتيبة للإنقلاب علي ولد الطايع من جهة وعلي فرصة التغيير الحقيقي التي لاحت بشاؤرها تلك الكتيبة لاتزال تعمل خارج سياق الجيش الوطني ومهمته الأساسية في الدفاع عن الحوزة الترابية ولايزال مطلب إخضاعها لوصاية الجيش والتزامها بالقانون المهني العسكري ملحا وضروريا لأي إنتقال سلمي وحقيقي للسلطة من العسكر إلي النظام المدني والديمقراطي.
برزت منذ الإنقلاب الثاني الذي قاده ولد عبد العزيز علي الرئيس المدني المنتخب سيد ولد الشيخ عبد الله كتبة أخري لاتقل خطورة عن الأولي تمثلت في مجموعة من نواب الشعب الذين انتخبهم للدفاع عن حقوقه ،فتحولوا إلي جناح مدني ينفذ أجندة ولد عبد العزيز الإنقلابية وقد باشر النواب حملة قوية ضد النظام المنتخب وشاركوا في تبرير الإنقلاب علي الشرعية وجندوا طاقاتهم المحدودة لتك المهمة.
ثم ظهرت بعد ذلك عصابات النهب ومافيا الإقتصاد وهم سماسرة ولد عبد العزيز ومقاوليه الذين يحمون نشاطه الإقتصادي ونهبه المنظم لموارد الدولة ويعملون علي تزوير الأرقام واستئجار شهود الزور في ما يسمي بالمنظمات الدولية .
ويأتي في المؤخرة – ياللأسف- مرتزقة القلم والثقافة والأدب ودورهم ثانوي يعملون علي تجميل صورة النظام والتستر علي قبحه وتنفيذ هجمات مضادة علي الخصوم والمناوئين .هؤلاء تخرجوا من مدرسة الحزب الجمهوري العريقة في التملق والنفاق وأضافوا إليها خبرة متراكمة ووظفوا ذلك كله في هذه الحملات الإعلامية ضد معارضي ولد عبد العزيز
إن الشخص (مهما كان تاريخه) له الحق في تكوين قناعته السياسية وتغييرها متي شاء وله كل الحق في التعبير الحر عن آرائه السياسية ، والنظام نفسه الذي تدافعون عنه لايقيم وزنا للثقافة والأدب وقد عبر عن ذلك صراحة وماتقومون به هو تملق مكشوف لم يعد يجدي نفعا ولا يبرر واقعا ولا يحمي نظاما