كل شيء للبيع / أحمد امحمد بن الفاضل

 أحمد امحمد بن الفاضل تنتشر السلع والبضائع في الاسواق فلكل بضاعة او خدمة ثمنها وهذا شيء طبيعي و متعارف عليه من قبل  الجميع ولكن هناك مسائل يعتبر بيعها خروجا عن المألوف اذ  يستوجب عقاب صاحبه فهو قد خرق قانون البيع وحاد عنه .

ولكن البعض من المواطنين الموريتانيين يبيعون الضمائر كما تباع السجائر ويبيعون الولاء إذا ما احسوا بوجود غلاء ويبيعون ذممهم المالية مثل ما تباع المواد الغذائية ويبيعون انتمائهم مثل ما يبيعون بهائمهم ويبيعون اصواتهم مقابل اقواتهم ويبيعون ماء وجوهم مقابل جيوبهم ويبيعون آخرتهم مقابل دنياهم فما أكثرهم واقل اضدادهم في زمننا هذا إلا ما رحم ربك فتحسبهم من شدة البيع اغنياء ولكن في نظر الفئة الصالحة منا هم فقراء اذ انهم  فقراء الضمائر و الولاء فقراء الذمم وفاقدون  للانتماء لا تصل اصواتهم الى الآذان لسوء وقعها  لا وجود لمياه وجوههم فقد جفت ينابيعها من شدة سيلانها منذ ان اختاروا السير في هذا الدرب الاقرب الى الشهرة والثروة ألا وهو بيع كل شيء لمن يطلبه المهم ان يدفع الثمن المناسب حسب وجهة نظرهم لتبدأ مسيرة البيع  .

تختلف طبيعة هذه الفئة واهدافها ولها قنوات توزيع تمر عبرها عملية البيع وهي من المبتدئين الى المتوسطين ومنهم الى المحترفين وتعتبر هذه القناة الاخيرة من اخطر الانواع فتكا واعندها فغالبا ما تكون مثقفة او قد اكتسبت خبرة في هذا المجال تمكنها من تبرير تصرفاتها واقناع الآخرين بكونها تخدم البلد فتراهم يبيعون ممتلكات الشعب الثمينة وثرواته  بالمزاد العلني بحجة جلب العملة الصعبة او لخلق فرص جديدة لإستثمار وهم في الحقيقة يبيعون ممتلكات الشعب مقابل مصالحهم ولكن بطرق قانونية وتراهم يصفون اكبر شركات الدولة بحجة انها لم تعد لها أي مردودية على المجتمع وبكونها اصبحت تشكل عبئا على الدولة وان ضرها اكثر من نفعها ليس لشيء سوى  ان تصفيتها تخدم مصالح اقوام قد دفعوا لهم مقابل تصفيتها وقائمة انشطتهم البيعية تطول اما الفئة المبتدئة فإمكانياتها محدودة بل تنشط في اطار احادي ولكنها عادة تعمل لحساب فئة المتوسطين الذين يشكلون حلقة الوصل وهي قناة تمثل العمود الفقري لهذه الشريحة من المجتمع .

وتتركز انشطة هذه الشريحة من المجتمع في الصفقات العمومية فلا يستفيد شخص منها  إلا اذا كانوا راضين عنه وتنشط ايضا في كل مشروع جديد فهو يمثل بالنسبة لها  فرصة تسويقية جديدة حيث تبادر الى اغتنام الفرصة وحجز نصيبها  من  كعكته حتى لا يخرج منه شيء إلا بعلمها فتراهم يزورون الوثائق المدنية ويزورون التراخيص ويزورون اوراق القطع الارضية إلى غير ذلك من اعمال التزوير المختلفة و إذا لم يتم توقيفهم عند حدهم واتخاذ الاجراءات الضرورية لإيقاف زحفهم سيبيعون العلم والنشيد الوطني والحوزة الترابية  في المزاد العلني والمواطن بالتقسيط المريح لنصبح بلد المليون بائع  دمتم على وطن لا بيع فيه للضمائر ولا المواقف ولا الثروات .

4. أبريل 2013 - 18:03

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا