الأرز الفاسد ،تجارة المخدرات وتبيض الأموال:(حين تختلط الحقائق بالشبهات) / الحاج ولد المصطفي

ملفات متراكمة ومتزاحمة ومتداخلة تشغل الرأي العام الوطني وتفاقم من تأثير الأزمات السياسية والإقتصادية والإجنماعية علي البلد كله ، لابد لإستجلاء حقيقتها من قراءة التاريخ وتتبع مسارات الأحداث وتداعياتها علي التوافق والخلاف بين الأقطاب الرئيسة في المشهد الموريتاني (النفوذ العسكري ، القوة الإقتصادية والطيف السياسي)فمتي يناط اللثام عن هذه الملفات؟ ومن يحركها ؟ وماعلاقة بعضها ببعض؟

الأرز الفاسد قصة طويلة تكشف عن ممارسة قديمة لحكومات هذا البلد دأبت علي تنفيذها ضمن أجندة التلاعب بأقوات الشعب الفقير والتمول من صفقات الدعم الخارجي والإهمال والتفريط في خزائن المواد الغذائية المرصودة للإستهلاك في العهود السابقة وهو مرتبط بفساد الإدارة الموريتانية وغياب الوعي الصحي والإهمال المترتب علي البيرقراطية الفاحشة والمتخلفة وهو واحد من ملفات سوء التسيير والتلاعب المؤسسي الموجود في أجهزة الدولة وطواقم العمل في إداراتها وشركاتها و لا يمكن أن يتحمله رئيس حكومة واحدة أو حتي وزير لوحده وإنما هو مشكلة أنظمة ومؤسسات الحكم فيها ولكن هذه الأوراق برزت في عهد ولد الطايع كوسيلة ناجعة لتركيع الأطر والكبار الموظفين ومعاقبتهم وقت الحااجة من خلال توظيفها في قضايا ضد كل من يحاول الخروج قيد أنملة علي طاعة الحاكم أو الإلتقاء بمعارضيه. لأنه من السهل توجيه تهمة صادقة وملموسة لدي المواطن إلي كل من شغل منصبا كبيرا في أي من الأنظمة المستمرة في الحكم منذ الإستقلال لأن قطاع الخدمات مليئ بممارسات الفساد والتلاعب بالمواطنين. ويستخدمه ولد عبد العزيز ضد من يعارضه ممن شغل تلك المناصب ولدينا للتدليل علي ذلك أمثلة كثيرة من بيجل ولد حميد إلي ولد الوقف مرورا بطواقم ولد الطايع الذين أخذوا العبرة من زملائهم الذين قدمت لهم ملفات في عدالة ولد عبد العزيز  فخرسوا وتواروا خلف هواجس الخوف من إثارة شبهات ضدهم خلال شغلهم لمناصب في الدولة .

تجارة المخدرات مصدر ثراء فاحش لأشخاص كثيرين أغلبهم من رجال الأعمال ومن يحميهم في أركان السلطة وأجهزة الأمن ومراكز النفوذ وقد انكشفت بعض الأوراق كنتيجة مباشرة لتململ نظام ولد الطايع وسقوط بعض أجنحته تحت ضربات محولات "الفرسان" وتصاعد الأزمات وهجمات القاعدة وغيرها مما جعل الثغرات تظهر بشكل سريع ومفاجئ خاصة قبيل إعادة التموقع ضمن خطة إنتاج النظام من خلال انقلاب ولد عبد العزيز الأول وقد أدي ذلك إلي إزاحة بعض متنفذي النظام وصعود هوامشه من الحراس الشخصيين المطلعين عل قوانين لعبة المخدرات وشخوصها ومثل ذلك بداية اقتناع المواطن الموريتاني بوجود هذه الشبكات داخل أقبية الدولة ومتغلغلة في مراكز النفوذ  وقد أدت الصراعات إلي مضايقة لاعبين اقتصاديين وخروجهم من اللعبة ومن ثم سعيهم إلي كشف بعض الأسرار شيئا ، فشيئا حتي يستعيدوا نصيبهم من الغنائم الكثيرة (وإلا كيف نفهم ما يجري بين بوعماتو وعزيز)

تبيض الأموال جزء من عمل المافيوزية العالمية التي ترتبط أشد الإرتباط بتجار المخدرات وقد كانت التسريبات الأخيرة جزء من شد الحبال بين القوي المتصارعة

والتي أصبحت تعبر عن نفسها بشكل مثير للإهتمام  نظرا لمستوي التسريبات ودقة بعضها وقوة تصويرها لمجريات الصراع .

إن من يستمع لصوت ولد عبد العزيز في الشريط المنشور علي الأنترنت ويقرأ مقابلة عميل المخابرات الموريتانية من دولة مالي وكيف شرح علاقة ولد عبد العزيز بعميل آخر عراقي  ثم تصريحات النائب الفرنسي ماميير والأشد تكيدا لذلك كله هو تراجع مامير المريب جدا عن تصريحاته بشكل لا يخفي حجم الضغوط ومستوي الإستجابة ، ذلك كله لايترك شكا حول حقيقة الصراع الجاري بين المتنفذين السابقين واللاحقين وهو يؤكد شيئا واحدا هو أن هذه الأمور التي يجري الحديث عنها حقيقية وموجودة ولكن ممارستها تشهد توترا وسوء تفاهم قوي بين بعض المستفيدين وأن ولد عبد العزيز متورط فيها ويسعي جاهدا لتوريط الآخرين وتأمين مخرج من خلال خلط الأوراق والدفع بملفات عتيدة ومعروفة إلي الواجهة

فهل قضية الأرز الفاسد حق أريد به باطل ؟

الحاج ولد المصطفي

[email protected]

5. أبريل 2013 - 15:15

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا