ابتداءً أشكر الدكتور الشيخ ولد الزين الذي يرجع له فضلُ حضوري هذا النشاطَ المباركَ حول الشيخ محمد المامي :(مؤلفه :كتاب البادية ) في صالون الفاضل الولي ولد محمودن.
ووددت لو شاركت الباحثين هذا النشاط الفكري رغم بساطة وقلة زادي ذلكم أن توفرَ عديد الفضاءات عنصرٌ مُعينٌ علي البحث حتي بالنسبة لغير التخصصن .
يضاف له أن الشيخ محمد المامي لا يزال محل اهتمام الدارسين من كل المستويات لغزارة علمه وجمعه بين القديم والجديد وقوله بلابُدِّيَةِ الإجتهاد ’كل ذلك يسهلُ البحث.
هو أبو عبد الله الشيخ محمد المامي بن االبخاري بن حبيب الله بن بارك الله فيه وهو الجد الجامع لقبيلة أهل بارك الله.
ويرتقي نسبهم إلى عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما .
ومعلوم عند المؤرخين أن المامي تحريف للإمام فيكون الإسم :الشيخ محمد الأمين.
وُلد الشيخ محمد المامي حوالي1206 وعاش قرابة ثمانين سنة كلها في البحث والتأليف في الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض.
وهناك اجماع علي أنه نال العلم من دون واسطة حيث لا يُعرف عنه تتلمذٌ رغم أنه درس القرءان فى صباه على بعض شيوخ قبيلته وكان أن فتح الله عليه فبلغ درجة الاجتهاد ولما يبلغ العشرين من عمره
كان أشعريا اعتقادا ’مالكيا مذهبا قادريا طريقة كما كان بارعا في القريض الفصيح والشعبي .
وكان يدعو إلي الاجتهاد في النوازل الجديدة حيث يقول:
بقينا وعصر الاجتهادات قد مضي
فما الرأي الم يُفتِ فينا مقلِدُ؟
ويري أن الاجتهاد فرضٌ علي أهل كل عصر ولكنه يقول بوجوب اتباع اجتهاد الأئمة السابقين وعدم الخروج علي مذهبهم.
وفي مدح المصطفي صلي الله عليه وسلم التزم مدحه بقصيدة كل سنة.
رحلاته:
سافر إلي الشمال والغرب والجنوب من موريتانيا كما عبر النّهر وجال في إفريقيا بحثا عن المراجع ثم عاد الى الشمال ومكث هناك حتي توفاه الله.
تميزت مؤلفاته بالوفرة حيث ألف مائة مؤلف في القرءان ويقال إنه ألف في كل فن مائة مؤلف.
ومنها:
*رد الضوال والهمل إلي الكروع في حياض العمل
*كتاب البادية(وهو موضوع الحلقة في الصالون)
*الميزابية وشرحها
*الجمان
*نظم مختصر خليل
*كتاب الاجماعيات
*الشيخ الأجم والشيخ الأقرن
*إدخال البحر في الغدير
*الديوان الفصيح
إلي غير ذلك من المؤلفات....
ومما يُظهر بركتَه توسلُ البعض به يقول أحدُهم:
حَمْدًا لِمَنْ جَعَلَ مَنْ تَوَسَّلاَ
بِأَنْبِيَاءِ اللهِ نَالَ الْأَمَلاَ
كَذَاكَ مَنْ بِوَارِثِيهِمْ سَأَلاَ
مِنْ أَوْلِيَائِهِ تَعَالىَ فَاسْأَلاَ (لا حظ من أولياء الله)
إلي أن يقول:
-ياربنا بشيخناالمامي العلَمْ(لاحظ بشيخنا المامي)
-وكل من نجَل من قطب علم
وفي قول :
وببناتِه ومن نّجلن من
قطب كريمٍ بالسيادة قَمِنْ
وهذه الأبيات جاءت في عدة أوجه كلها تذكر بركة أهلها وفضلهم وكريم محتدهم وتتوسل بهم.
وهو برهان علي البركة فيه وإن كانت لا تحتاج التبيانَ.
ومن ابتعاد القوم عن ما لا يليق قول أحدهم :
فمن يعزُبْ ّ تأبّدَ أو تَسَرّي
او أرسل في المناكح عاقدينا
مخافة ان يُزَنَ كريمُ قومٍ
فتَفْضَحَ هِمّةُ الْحُرِ الهجينا
ومن يُمْلِقْ يُدايِنُ أو يتاجرْ (البحث عن المال من خلال الأوجه المشروعة)
ولسنا للسؤال بمُقْتَنينا (الإبتعاد عن المسألة)
وتنكؤُنا بنات الدهرِأيٌ
من الأقوامِ لم تنكأ حينا
ولن نمر دون التبرك من رائعة الشيخ محمد المامي التي منها:
عوْذاً بربي من جدْبٍ ومن برصٍ
ومن قنوط ٍوصيفٍ غيرِ مطلولِ
مجرد ملاحظات:
-هذا العِلم الذي تحصل عليه الشيخ محمد المامي من دون دراسة دليل علي مكانته الرّفيعة وقد حصل ذلك أيضا مع علماء موريتانيين في روايات مشهورة .
-إن التجربة تظهر صعوبة التحصيل المعرفي عند المجتهدين في جميع التخصصات ومع ذلك نجد الشيخ وهو لا يزال في العشرين في مقدمة المجتهدين عن جدارة وإجماع فهذا لوحده يجب الوقوف عنده دراسة وتحليلا.
-العلماء المشاهير لا تلاقي لهم حسدا رغم وجوده قديما في الناس(كما في المثال في جواز تقديم شبه الجملة علي المبتدإ بقولهم : وقديما كان في الناس الحسد) فتلك أيضا بركة تضاف إلي غيرها من ما تميز به العباد الصالحون .
-يتبين من دون تفطن أن الشيخ محمد المامي حاز الفضل والبركة ومنه أن ذكره لا يزال مشهودا بين الناس رغم مضي قرون علي وفاته رحمه الله ومن تلك البركة وجودنا اليوم هنا لتدارس حياته في الصالون المبارك.
وقد استوقفتني جملة تلخص المقصود وهي:
ويمكن اعتبارُ الشيخ ملتقى بحرَيْ الشريعة والحقيقة في الفضاء الشنقيطي، وما زالت شواطئ ملفاته قبلةَ السائح ومسترادَ صيادي المعاني، ممن شغفتهم "دلفينياتُ" علمه، وأبهرتهم قدرتُه على "إدخال البحر في الغدير".تضمينا للمؤلَف الذي ذكرنا.
أدام الله عافيته علي الجميع...