حوار في التَّاكسِي/ أحمد جدو ولد محمد عمو ولد إك

 احمد جِدو ولد محمد عمو ولد إكالتاكسي وما أدراك ما التاكسي، إنها حلقات للنقاش وساحات للجدال...، تجوب شوارع عاصمة البلاد السائبة...

بعد أن يأخذ منك الجهد مبلغه، وتكاد قدماك تتفطران وساعداك تسقطان بسبب إشارة هنا وأخرى هناك، قد تجد سيارة أجرة تارة تحمل لوحة التاكسي وتارة لا تحمل إلا مُلثَّمًا يناديك مائتين، مائتين... في بعض الحالات التي تكون لديك أمور مستعجل يداهمك الوقت فيها، تنزل

 عند رغبة المنادي فتستقل هذه التاكسي أو تلك، لكن ماهي إلا لحظات حتى يتبين لك أنك أمام حلقة من الاتجاه المعاكس...، نقاشات حادة، حوارات سياسية، سجالات... هرج ومرج...، أصوات ترتفع...، العسكر هو من أفسد البلاد والعباد..، بل المعارضة هي من أفسدت، "عزيز صندري جاهل" لا يمكن أن يحكم البلد، صوت آخر بل احمد ولد داده هو من خرب البلاد..، ليأتي رأي آخر يقول الإسلاميين هم من يثير القلاقل والمشكال وصاحبهم لا يصلح للرئاسة...!!!

تقترب التاكسي من أصحاب مِسْغار فتنخفض الأصوات حتى يبتعد الجميع عن أصحاب المخزن، ويأخذوا قسطا من الراحة وربما هي استراحة محارب، حتى يجمع  الجميع قواه ليدحض حجج الخصم.

عاد السجال أكثر قوة هذه المرة بعد ساعة الاستراحة التي قطعت روتين الحديث، ينادي أحد الركاب -الذي ربما لا يظهر من ملامحه إلا رأسه الذي يحركه يمنة ويسره لأن باقي جسمه مدفون تحت أجساد أصحابه في المقاعد الخلفية للتاكسي- موريتانيا دولة قوية لها بنية تحتية وهذا الذي تتحدثون عنه جميعا هو مهاترات المعارضين لنظام الرئيس  عَ عَ عَ زيز تتقطع الأحرف بين شفاهه بسبب حُفرِ عميقة اصطدمت بها عجلات التاكسي ليعود إلى الحديث وقد خارت قواه قائلا من الذي عبد الطرق؟؟!!!من الذي أقام البنى التحتية....، ثم ينادي بأعلى صوت "مول تكص مريت بي مريت بي وكف وكف"...، ليستأنف الحديث شيخ مسن قائلا نحن منذ نشأة هذا البلد لم نرى إنجازات كتلك التي تقام الآن، يقاطعه الكلام شاب بحرقة "يا والدي هذا ال اتراع فيه من ش الا ذر الرماد في العيون" العسكر لا تهمه مصلحة موريتانيا، انت كاع شيبان واخبر مني، منذ أن استقلت البلاد والعسكر هو الذي يسيطر ماذا فعل من إنجازات؟؟، لا بنى تحتية أنشئت، أيعقل أن تكون عاصمة بلد لا يوجد بها صرف صحي!!!، فقر مدقع، خيرات كثيرة تتحكم بها ثلة مافيوية، لا يهمها هذا الشعب ولا مصالحه فل يذهب إلى الجحيم، يتدخل صاحب التاكسي الملثم يخوتي احْن اندور الا العافية..، احن انراع ذا ال اخلك في سوريا وليبيا.....

والخلاصة، أن هناك إحساس قوي عند البعض بمصير قاتم ومستقبل غامض لهذا الوطن الحبيب فلا يألون جهدا في تبيان وإيضاح خطورته حيثما كانوا وكيفما كانوا وأينما حلوا أو ارتحلوا، فإلى متى سيعلم الجميع أن الله كتب علينا البقاء في هذه الرقعة الجغرافية من الأرض والتي لسنا بصدد النزوح عنها، لذا يجب العمل على بنائها والحرص على جلب المصالح لها ودرء المفاسد عنها مصلحة لنا ولأجيالنا القادمة.

اللهم أبرم لهذا الوطن أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك واجعلنا منهم ويُتاب فيه على أهل معصيتك ولا تجعلنا منهم؛ والذين من بينهم أكلة المال العام والمتاجرون بمصير هذا الشعب المسكين، والذين سيسألهم الله عن النقير والقطمير والحقير والجليل فيما ولاَّهم من أمور عامة لهذا الشعب فل يُعدوا لكل سؤال جوابا، ولكل حق عِوضًا.

أحمد جدو ولد محمد عمو ولد إك

[email protected]

6. أبريل 2013 - 10:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا