تمر اليوم 06 ابريل ذكري غالية على نفوسنا ثقيلة في ميزان وطنيتنا والسعي للنهوض بمدينة تستحق علينا الكثير الكثير ،إنها ذكرى المسيرة الراجلة التي كانت أول محاولة ثورية لتحريك مياه الطريق الراكدة منذ فجر الاستقلال وبعد ان فشلت كل الطرق التقليدية في ذالك.
تلك المسيرة التي واجهها "أعداء الطريق" بقوة ،وحاولوا وضع الأشواك ،وزرع الألغام في طريقها الوعر أصلا،لكن المحتجين -الذين خرجوا من كل أبناء المقاطعة -قرروا مواصلة سيرهم دون ان يكترثوا لبنيات الطريق.
وعندما حققوا الهدف وأماطوا اللثام عن المعاناة الحقيقية ،وحجم العزلة الذي تعيشه المقاطعة تقاسم معهم الأعداء نشوة النصر كسابقة في تاريخ البشرية ،بل أكثر من ذالك حاول أعداء الطريق بالأمس عبثا اللعب على عقول ساكنة المذرذرة بالقول أنهم هم من طالب بتعبيدها هل نسي الائك مهرجان "تكند "الحاشد الذي نظم للرد على المسيرة؟ هل نسي أولائك تصريحات اكبر مسؤول فيهم لشباب المبادرة والتي قلل فيها من أهمية طريق المذرذرة وعدم مردوديتها الاقتصادية ،مشيرا إلي أن الدولة لديها أولويات في هذا المجال،قبل أن يفاجأ بقرار تعبيد الطريق تحت الضغط الشعبي؟
واليوم ارفع القبعة تحية وتقديرا للشباب المشارك في المسيرة ولسكان الأحياء الواقعة على طول الطرق الذين وقفوا جميعا مع المحتجين ،وقدموا لهم الدعم واستقبلوهم استقبال الأبطال ،واخص بالذكر قرية "الدار البيضاء "التي أعطت الضوء الأخضر لإكرام السائرين والتضامن معهم، كما أثمن المساهمات القيمة لبعض اطر المقاطعة ومنتخبيها في إنجاح المسيرة وتوفير الدعم اللوجستي لها.
كما الفت الانتباه إلي المخاوف الكبيرة التي يثيرها أبناء المذرذرة وعدد من مهندسيها من أن المعايير التي يتم بها بناء الطريق غير جيدة، ولا يمكن اعتمادها لبناء طريق عصري ويضيف هؤلاء إن الطريق الجديد لم يستفد من أخطاء سابقه في بعض المرتفعات والمنعرجات الخطيرة مثل منعرج"الميسور" الذي تسبب في الكثير من الحوادث، وحصد العديد من الأرواح،ناهيك عن المخاوف التي تثيرها ضبابية المشروع من حيث التمويل وأجال التنفيذ -بعد ان تبين ان ال20 شهرا التي حددها وزير النقل لدى وضعه حجر الأساس للمشروع لم تكن دقيقة.