ثقة الشعب.. مرهونة بحجم تضحياتكم. / سيدن ولد السبتي

سيدن ولد السبتيمنذ العام 1960 ونحن نجربكم... والنتيجة: أننا فقدنا التركيز،و لم تعد لدينا القدرة على التمييز بين الأشياء،سئمناكم، سئمنا الشعارات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع، مللنا الكذب والوعود، مللنا الكلام وعبارات التسويف، لم نعد نصدق أي شيء مما تقولون، الجميع عندنا سيان، معارضة، ومولاة، والحقيقة أننا لم نعد نثق إلا بمن يقدم لنا أفعال، لا أقوالا، انتهى إلى غير رجعة زمن التنظير.

في خضم هذا الشر المستطير المتمثل في حكم الجنرالات، الذين اغتصبوا السلطة عنوة، تقدم المعارضة نفسها وكأنها يمكن أن تكون بديلا لحكم العسكر، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة المتصورة لدى زعماء المعارضة، الذين لا هم لهم إلا التنظير، و إحصاء أخطاء النظام وهذا تحصيل حاصل، وتقديم الوعود بأنهم سيكونون خير خلف لشر سلف، وهم لم يكلفوا أنفسهم عناء  تقديم دليل على جدارتهم بثقة هذا الشعب الذي مل  هذه النخبة المنتهية الصلاحية وأكاذيبها، رغم أنهم أتيحت لهم الفرص أكثر من مرة لذالك، وما تزال متاحة حتى الساعة.

  إن قادة المعارضة وعلى طول فترة حكم العسكر دأبوا على تقديم المثال الأسوأ للزعامة وللتضحية، وهو ما تجسد في عدم صمودهم في جميع الوقفات والتظاهرات التي دعوا لها هم أنفسهم، وحضوا الجميع على الصمود حتى رحيل هذا النظام الجاثم على صدور الجميع، إذ ما أن تتقدم الشرطة القمعية لعين المكان حتى يبدأ القادة الأبطال ( غانديات)التسلل فرادى وجماعات، حفاظا على أنفسهم، تاركين وراءهم الشباب المندفع بروح التغيير يواجه مصيره وآلة قمع النظام، حتى صاروا سخرية ، ومحط تنكيت للجميع،  كما انه لم يسجل التاريخ سجن احد منهم قط -رغم اتساع سجون الجنرال للشعب الموريتاني بأكمله- والتي لم يتوانى النظام عن سجن أعضاء سابقين في حكومته واقرب المقربين إليه فيها فما بالك بمن يناضل حقا من اجل إسقاطه، إلا إذا كان هذا النضال يشكل مصدر دميمو لهذا النظام وإظهاره بمظهر النظام الديمقراطي المتحضر.

كما أن تخاذل هذه الزعامات الفاضح والواضح يطرح أكثر من استفهام في ذهن المواطن البسيط، ولا أدل على هذا التخاذل من  المقارنة بين حجم التظاهر التي نظمتها منسقيه المعارضة الديمقراطية مجمعة من جهة وتظاهرات نظمها حزبين كبيرين من أحزاب هذه ألمنسقيه كل على حدا،إذ ما يدعو للدهشة في هذه المقارنة هو أن المظاهرات الفردية لهذه الأحزاب غالبا ما تكون اكبر من ناحية الحجم  والكم ، والزخم الإعلامي من التظاهرات التي تنظمها ألمنسقية مجتمعة، وهو ما أظهرهم كقطيع يجمعه خوف الخصم، وسرعان ما تفرقه المطامح، والأطماع، بعد أن تنكشف غمة العسكر.

كل هذا يستوجب من هذه النخبة اذاكانت لديها الاراد الحقيقية في التغيير، إعادة النظر في هذه السياسة السيزيفية التي لن توصلهم إلي غايتهم لا بل ستطيل من عمر حكم العسكر، وتزيد من معانات هذا الشعب المسكين، وعليهم العمل عل اكتساب ثقة هذا الشعب، وكذا تصحيح المسار، وتحديد الأهداف، أو على الأصح تحديد الهدف الاسمي ألا وهو الخلاص من حكم العسكر، والإيمان قبل ذالك بتقديم التضحيات الجسام أيا كانت تلك التضحيات لأجل هذا الهدف.

 [email protected]  36316872

8. أبريل 2013 - 8:50

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا