((لم ينتصروا عليكم، يا من ترفضون الاحتلال والذل ويا من في قلوبكم وعقولكم العروبة والإسلام، إلا بالخيانة. ووالله إنه ليس انتصاراً طالما بقيت المقاومة في نفوسكم. وأصبح الآن ما كنا نقوله حقيقة، فلسنا نعيش بسلام وأمن طالما الكيان الصهيوني المسخ على أرضنا العربية، لهذا لا انفصال بين وحدة النضال العربي.))
كلمات قليلة قالها شهيد الأمة المغفور له بإذن الله صدام حسين في أول رسالة يوجها إلي الأمة بعيد دخول الغزاة الأمريكان البوابة الشرقية للأمة العربية بغداد العريقة بالأمجاد . فهل فهمنا الرسالة أم علي قلوبنا أقفالها؟
بعد بسنوات من سقوط بغداد تهاوت العواصم العربية أمام الغليان الشعبي وثورة الربيع العربي الواحدة تلو الأخري.
ففي تونس الخضراء أحرق البوعزيزي نفسه في مشهد سريالي فظيع صور بقوة فائقة ما آلت إليه الأوضاع في بلد عربي تحكم الدكتاتورية العسكرية قبضتها عليه وتلعب بمصالحه قوي النهب والفساد وحلفائها الغربيين . انتزعت تونس حريتها من مستبدها وراحت تؤسس لمستقبلها ولكنها بقيت معزولة في توجهها ومحكومة بسياق سياسي ومجتمعي وعلائقي معقد ، بنته المخابرات ولغمته المؤامرات الأجنبية.
ثم اسفاقت القاهرة وصنعاء وطرابلس الغرب علي وقع الثورة تدك عروش الطغاة والمستبدين ودارت الأيام علي الحكام وفهم اللاحق منهم مآل إليه السابق بعد أن فات الأوان وتذكر آخرهم مقولة(...أكلتم يوم أكل الثور الأبيض...)
وجاء الدور علي دمشق فامتشق الأحرار السلاح وحاصروا القلاع وانتزعوا الإعتراف بالحقوق عالميا قبل أن ينتزعوها محليا ، ولم يفهم حمار الجولان (بعبارة الشيخ كشك) شيئا . وغرقت دمشق بوابة الأرض بالدماء التي نزفت منها ولاتزال .
فإلي تسير انواكشوط؟
تعنت النظام العسكري المستبد حتي الآن وقاوم الحراك الشعبي والطموح الشبابي والدعوة السياسية وظل يدور في فلك التحايل علي المطالب والضغط علي الخصوم وتوظيف المال والإقتصاد والعسكر والجاه والنفوذ وصمم علي البقاء واتكأ علي موالاة أنظمة القمع والإستبداد وراح يوظفهم وزراء ومستشارين ومدراء ووو...طنا منه أن التاريخ يعيد نفسه... وأن زبانية الطمع وحاشية الإسترزاق يمكن أن تنقذ نظامه كما كانت تفعل بأسلافه من الطغاة . ولكن هيهات ...
مقولة الشهيد صدام حسين للعرب جميعا في يوم سقوط بغداد نستخلص منها العابرة التالية (لا انفصال بين وحدة النضال العربي)فهل سيفهم النظام قبل أن يفوته الأوان..؟
الحاج ولد المصطفي [email protected]