تائهة في بحر الألم، والاستغراب، لا تعرف ما الذي حدث، صامتة..، لا حراك يمكن ملاحظته سوى من أعينها الممتلئة بدمعة الحزن، واليأس لا تعرف كيف حدث هذا، أسئلة تجول بذهن المسكينة رجاء، لماذا وكيف أطلق عليها الرصاص؟! وكيف نجا الجاني بفعلته؟ ولماذا هذا الصمت المطبق من الجميع إلا ممن يزايد بقضيتها في مزاد سياسي خبيث، تفوح منه رائحة النتانة؟
وللإجابة عن أسئلة المسكين استعنت بأهل الاختصاص الذئب الملقب (أمحمد) الخبير في السلب، والنهب، واكل أموال الناس بالباطل، والمعروف أيضا بالخبث، والقدرة على مناورة الخصوم، ملاحظة لا يملك أي ومؤهل علمي، ومن جهة أخرى مجموعة من النسور المتراقصة على بقايا الجيف، خبراء في الكذب والتضليل، حاصلين على شهادة الكذب بامتياز، وشهادة عليا في مجال الانتهازية، ولهم باع كبير في محاورة السيد الذئب.
فسألت السيد الذئب أولا كيف حدث هذا للمسكينة؟ ولماذا نجا الجاني بفعلته؟ فقال:" كان يجدر بك أن تضيف إلى مقدمتك أنني خبير في قانون الغاب، والذي سأحاول أن أجيبك من خلاله على الجزء المتعلق بكيفية نجاة الجاني بفعلته، فالفاعل لكي ينجو بفعلته ولا يحاسب على ما جنته يداه يجب أن يكون ابنا لرئيس الجمهورية، فقاطعته قائلا "سبحان الله فعلا هو ابن لرئيس جمهورية! " فضحك وقال" لا يعرف الولي إلا الولي، أما بخصوص الكيفية التي حدث بها أن أطلق عليها الرصاص فالجواب انه فعل ذالك بسلطان أبيه فهو الذي سلحه ورخص له السلاح ليرهب به الناس، وهو الذي يحميه من العقوبة والمساءلة"وسكت، فحاولت أن اشكر السيد الذئب على هذه الإجابة المقتضبة والشافية في الوقت ذاته و لكن خنقتني العبرة.
فالتفت إلى المجموعة المسماة النسور المتراقصة على بقايا الجيف وسألتهم لماذا المزايدة علة قضية المسكينة فقال كبيرهم: " بحكم خبرتنا في مجال الانتهازية يجب توظيف آلام الناس، وهذا النوع من القضايا الإنسانية ضد الخصوم السياسيين لأن وقعه قوي في نفوس المجتمعات خصوصا إذا ما كان هذا المجتمع عاطفيا بامتياز، حاولت أن اشكرهم هم أيضا لكن شيئا ما منعني، فا انصرفت عن الجميع وتركتهم يتصارعون حول الموضوع.
فحاولت أن أجد سبب لصمت الأغلبية فذهبت إلى شيخ وقور في كوخه بحي الترحيل عركته التجارب ، وامتحنته السنون، وتعزى إليه الحكمة فقلت له يا شيخ لماذا نحن صامتون عن قضية رجاء المسكينة؟ فسكت طويلا وقال يأبني نحن نسكت" لأننا كلنا رجاء" فقلت له لم افهم يا سيدي الشيخ! فقال:" لأن كلا منا يحمل على كاهله مأساة كمأساتها أو تفوقها وقعا" ساعتها ذهلت و هو يشيح عني بوجهه فقلت له يا شيخ يا شيخ ترى ما العمل؟ ما الحل؟ فأجاب السؤال بآخر متى يصحوا هذا الشباب الحالم من غفوته؟
بقلم سيدن ولد السبتي
36316872