تقوم حياة الرعاة في البادية الموريتانية علي الإنتجاع في المرعي الخصب ،وهم يتنقلون باستمرار بين المراعي وترتع حيواناتهم وتمكث في المرعي الأكثر عشبا والأحدث عهدا بالسحاب والأكثف نباتا والأيسر أرضا ولكن الرعاة يجمعون علي مغادرة الأرض -مهما عزت- إذا جدبت وأشتد قحطها وجاعت فيها الوحوش، فنهشت العظام وداهمت الإنسان وافترست الحيوان. لعل موالاة ولد عبد العزيز تستدعي هذا المشهد من حياة الآباء وتشد الأحزمة للرحيل ؟
الموالاة مفهوم سياسي أنتجته الثقافة الإديولوجية واستخدمته أنظمة الحكم السياسي الحديث وهي تشبه في الأنظمة التقليدية الأحادية ظاهرة الإنتجاع في المفهوم البدوي التراثي .
يقول العالم والأديب محمد عالي ولد عبد الودود رحمه الله في وصف حياة الرعاة
تري كل طاو أصحل الصوت شاحب ++++++ حرام عليه أن يزور المساجدا
إلي أن يقول
تري القوم فيها بين عال ونازل ++++++++++ مضطرب مثني ثلاثا وواحدا
وقد قوضوا قبل الشروق خباءهم ++++++++ فردوا له سفعاء فدعاء فاقدا
تبيت بجمع منهم متوافر +++++++++++++ وتصبح في قفر من الأرض واحدا
موالاة نظام ولد عبد العزيز تواجه مشكلة عويصة هذه الأيام فأوراق النظام تتساقط ومراعيه تنضب وتجدب وسمعته تتهاوي ورعاة الحمي أصبحوا ينظرون إلي الأفق البعيد ولسان حالهم يقول:(أبيات من قصيدة للشيخ سيد محمد ولد الشيخ سيديا رحمه الله)
ألم تر أنا قد رعينا عهودها .....................علي حين لايرعي سوانا لها عهدا
حبسنا عليها وهي جدب سوامنا .......................فما صدنا السعدان عنها ولا صدا
نظل وقوفا صائمين علي الظما .................. نخال سموم الغيظ في جنبها بردا
وتذري علينا الرامسات غبارها .................فننشقه من حب إصلاحها وردا
ويشرب كل الناس صفو مياههم ................ونشرب منها الطين نحسبه شهدا
............................................................................................
بهذا (يري)(......)أن تركنا .......................له لم يكن منا اختيارا ولاعمدا
الحاج ولد المصطفي [email protected]