التعليم " رؤية من الداخل" / حمزه ولد محفوظ المبارك

 حمزه ولد محفوظ المباركيعيش التعليم في بلا دنا ومنذ وقت بعيد تخبطا كبيرا  في المشاريع المتسمة بقصر النظر , وضبابية الرؤية حول المشاكل الحقيقية لواقع التعليم , إذ لا يساورني أدنى شك أن مشكلات التنمية و التسيير و التخطيط و البحث والتفكير , إلى جانب معيقات الحركية التفاضلية السليمة التي لا تجعل الولاء للخبرة

والتناسب والإقتدار والتي غالبا ما تقصي المنتج لصالح المعطل , وترتقي بالمدفوع على حساب المستحق , وتوكل الامر لغير أهله , وتسلب المثقف ثقافته وترمي به على ابواب التسكع الفكري بحثا عن لقمة العيش على حساب  علمه وثقافته لتجعل منه خفا لولي نعمة لا يدري مدى جدارته ولا قوة عقله. كل هذه العوامل لا شك أنها تعود إلى غياب التربية السليمة التي هي المصدر الاساسي للتغلب على جميع هذه المشاكل والمعيقات , فبالتربية السليمة الصحيحة المبنية على شرف المهنة , المشفوع بالإقتدار والجدارة والتضحية , هي وحدها التي يمكن ان تصنع مجتمعا ثاقب الرؤية قوي البنية يحترم العلم ويحتكم إليه في تسيير شؤونه جاعلا منه مطية للتقدم والرفاه. إن واقع التعليم في بلادنا اليوم لا يختلف إثنان من الميدانيين العارفين به على أنه وصل درجة من الإفلاس تستحق الدراسة والتحليل والمعالجة أكثر مما تستحق من البكاء والتباكي والتلبيس , لأنه كلما أهملنا حال التعليم وغطينا على فشله - ولن نستطيع - كلما أطلقنا العنان للكثير من المشاكل ووسعنا الباب أمام مزيد من الإختلالات على جميع مستويات هذا القطاع , وكلما تقدم الزمن بهذه الوتيرة كلما خسرنا أجيالا من العقول التي تنضم بهذه الفطرة إلى أعباء الدولة المتزايدة بسبب المتغيرات العالمية المتلاحقة , وغلاء وسائل المعيشة وتزايد التحديات الصحية والأمنية والإجتماعية , التي لا يمكن تلبيتها إلا بكوادر وطنية فاعلة تملك عقيدة المواطنة والوطنية على حد السواء , وبمجتمع يمتلك على الأقل فهما لأبسط حقوقه و واجباته  على نحو يختزل على الدولة بعض أعباء تطبيق القانون. و من المعلوم ضرورة أن اي حركة في هذا المجال لا تعتمد على الباحثين الدارسين الميدانيين المخلصين وسف تضاف إلى سجل الخسارتين المادية والزمنية و وبوصفي ميداني و باحث في هذا المجال منذ عقد من الزمن  فإنه بات من المحتوم علينا إصلاح هذا القطاع الذي بدون إصلاحه لا ترتجى أية تنمية حقيقية ولا تقدم يتيح للجميع وسائل الرفاه والعدالة والطمأنينة.

بقلم الأستاذ : حمزه ولد محفوظ المبارك. ثانوية ول ينج بتاريخ : 12-04-2013

12. أبريل 2013 - 18:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا