إن تسلل الإحباط و اليأس إلى الوسط الشبابي وانسداد الأفق أمام غالبيتهم ، تعتبر عوامل أساسية من بين أخرى عديدة جعلت من اديم الوطن حمما تستعر تحت أقدام شبابه في نظر البعض ، ولم تترك لهم بُدًا من وضح أرواحهم على أكف العفاريت ، ودخول الأخطار أملا في تغيير واقع أو تصحيح وضع !!
إن استفحال الظاهرة يستدعي منا الوقوف وبكل شفافية على الأسباب الرئيسية التي تقف خلفها ، و القيام بتشخيص دقيق للآثار المترتبة عليها نفسيا واجتماعيا واقتصاديا و ديموغرافيًا ، وذلك من أجل الخروج بتوصيات تقضي باتخاذ قرارات حاسمة تعمل على توقيف هذا النزيف المخيف و الغير مسبوق ..!!
فالآثار النفسية للهجرة على الفرد و المجتمع و ما تترك من ترومات وندوب نفسية يصعب علاجها ، قد تدخل بالمجتمع وحسب العديد من الدارسين إلى مرحلة متقدمة من التصدع الديمغرافي و البنيوي ، لها تأثيراتها السلبية العديدة على مختلف الصعد ..
ينبغي علينا تلافي الأمر و تسخير كافة الجهود لتوقيف هذا النزيف المقلق ، وخاصة أننا على أعتاب دخول نادي الدول المصدرة للمنتجات النفطية ، الأمر الذي كان بالإمكان أن تكون مؤشراته باعث أمل وبشر في المجتمع و في الوسط الشبابي على وجه الخصوص.
يعتبر هذا التحدي الجديد أحد أهم التحديات القائمة أمام الحكومة ، و ينبغي عليها أن تنجح في تخطيه على وجه السرعة ، من أجل ضمان إستعداد أمثل لعبور آمن إلى الطفرة المنتظرة ، وفق استراتيجية واضحة ومدروسة ..