أخيراً حددت اللجنة المستقلة للإنتخابات موعد الإستحقاقات النيابية والبلدية بعد انتظار طال أكثر من اللازم .
أجِّلت الإنتخابات بعد استدعاء هيئة الناخبين .. قالت الأغلبية إن التأجيل كان من شروط أحزاب المعارضة للمشاركة في الحوار .. وقالت المعارضة إنها لم تـُطالب بالتأجيل .. على كل، تأجلت الإنتخابات، ولم تشترك كل أحزاب المعارضة في الحوار بل شارك بعضها - سماه أصحابه بالمعاهدة – وتصول إلى قرارات مهمة مع الأغلبية، قال السيد بيدجل ولد هميد رئيس حزب الوئام إن أغبلها تم تنفيذه .
بقية أحزاب المعارضة التي لم تشترك - المنسقية – قالت الأغلبية والمعاهدة معاً إن شروطها للمشاركة كانت تعجيزية .
هذا مُلخص المساجلات التي وقعت بين الأحزاب السياسية بأقطابها الثلاثة .. وكُلها تدور في حلقة مُفرغة مؤداها تأجيل الإنتخابات لتظل العملية السياسية تراوح مكانها .. والضحية المواطن المُتضرر الوحيد من هذه اللعبة الغامضة – لعبة التسويف – التي يبدو أن الجميع يجعل منها وسيلة للوصول إلى غاية خاصة هي البقاء في منصب إنتخابي ليس واثقا من ولوجه عن طريق صناديق الإقتراع مرة أُخرى .
على كل أنا كمواطن بسيط مايهُمني هو استقرار بلدي وانتخاب جمعية وطنية ومجالس بلدية قادرة على خدمة المواطن وطرح مشاكله والعمل على حلها بالحوار الواعي والتشاور المسؤول وليس بالتنابز بالألقاب – وليعذرني أعضاء جمعيتنا الوطنية الموقرة وعُمدنا إذا كنت صريحاً أكثر من اللازم - .
بعد إعلان اللجنة المستقلة عن موعد محدد للإنتخابات – وهو مطلب الجميع – بدأت الآلة السياسية عملها من جديد بالإتجاه المعاكس .. بدا الكلام عن المقاطعة وظهرت شروط جديدة للمشاركة في الإنتخابات وبدأت المحاولات للعودة إلى المربع الأول .. وليظل كل شيء مكانه دون تغيير .
أيها السياسيون كفى عبثا بحياتنا ومستقبلنا وليكن صراعكم خارج حلبة مصالحنا ومصالح وطننا .. فقد طفح الكيل ولم يعد الأمر مقبولاً .. وهذه الألاعيب لن تزيد السياسيين إلا عزلة .. ومن غير المُنصف أن ترهنوا مصالح شعب بأكمله وبلد بأكمله بمناصب انتخابية تخشون فقدها .. فاتقوا الله فينا .. إننا نُريد جمعية وطنية جديدة ومجالس بلدية جديدة .. ومن يخشى صناديق الإقتراع فذلك شأنه .. وجد الفرصة ليُثبت جدارته عند الشعب ففشل .. فلا ذنب لنا نحن الشعب في ذلك .
هذا هو مطلبي كمواطن وأعتقد أنه مطلب عادل .
الدستور الوطني يضمن لكل مواطن حرية الخيار في المشاركة والترشح والإنتخاب فذلك كله مكفول لمن أراد .
شخصيا لا أعتقد أن هناك من الأحزاب السياسية من سيُقاطع الإنتخابات لأن المقاطعة عمل غير سياسي .. بل هي انتحار سياسي ينمُّ عن الضعف وعدم الثقة بالنفس والعجز عن مواجهة الناخب .. وهذه صفات لاتنطبق في رأيي على أحزابنا المعروفة بعراقتها السياسية ..