على الرغم من أننا نعيش في عصر العولمة والثورة على الظلم والتهميش وصار الشعار المتداول "الشعب يريد" كسمفونيه موسيقيه أعتدنا سماعها صباح مساء .....إلا أن مدينتي المنسية ،التي تعتبر بوابة ولاية الحوض الشرقي ، ويسكنها أكثر من 12000 نسمة ،
لم يكن لها نصيب أو حظ في الحصول على الخدمات الأساسية التي تلتزم الدول بتوفيرها لمواطنيها ، من صحة وتعليم وماء وكهرباء ، فدأبت الدولة أن لا تتذكرها إلا عند اقتراب الانتخابات. فهل آن الأوان لها كمدينة منسية أن تتخذ من شعار "الشعب يريد" وسيلة لإمالة الرأي العام إليها وإخراجها من النسيان؟.
بالمدينة المنسية توجد بعض أسرار الصمود والنضال ،فهي تنبض بالحياة منذ عشرات السنين رغم أنه لم تكن هناك أي محاولات من طرف الدولة لمساعدتها أو دفعها على النهوض والتقدم ،فما زالت مهمشة ومبعدة عن كل شيء رغم قدمها و مكانتها الجغرافية.
معظم شبابها منسيون كمدينتهم ومهمشون رغم مؤهلاتهم العلمية العالية وعلى حسابهم سياسيا يتم توظيف أبناء المدن المجاورة ،أما أهلها فهم قابعون في الفقر إلا من رحم ربك ، شعبها يطالب بحقه منذ عدة سنين من اجل تلبية مطالب مشروعة ولا تزال حنجرته تصرخ بأعلى صوتها ولكن للأسف إلى الآن لم يصل صوته إلى آذان المعنيين الصماء .... تتعلق مطالبهم أولا بكهربة مدينتهم إذ يعتبرون تزويد مدن اقل منها كثافة سكانية واصغر منها سنا تماطلا و اهانة في حقهم المشروع للخروج من الظلماء الدامسة, ثانيا تحسين خدمات النقطة الصحية الموجودة بها والتي لا ترقى إلى ابسط المستويات ولا تستطيع تلبية حاجيات المرضى فمعظم المرضى يتم إرسالهم إلى لعيون أو النعمة مما يزيد من استياء المواطنين نظرا لتكاليف التنقل والسكن, ثالثا توفير الماء إذ لا توجد بها شبكة مياه حقيقية مما جعل معظم السكان يعانون العطش لاسيما في فصل الصيف الذي بدأت بوادره بالإنذار, وأخيرا وليس أخيرا فتح ثانوية مما له من اثر ايجابي في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي إذ أن معظم أبناء المدينة لا يستطيعون إكمال دراستهم الثانوية خارج المدينة نظرا لظروفهم الاجتماعية والاقتصادية, ومن باب التذكير فقد سبق أن تم فتح ثانوية بالمدينة وتم إغلاقهاعام 2008 من طرف وزيرة التعليم آنذاك, ويعتبر البعض الأمر سياسة تجهيل متعمدة لأبناء المدينة.
من اليوم مدينتنا لن تبقى منسية إذ ابتدى بها عصر التغير والنهضة والمطالبة بالحقوق وستطوى صفحات الماضي المرير. أهل مدينتي أجوادٌ يا من لا يفهم الجود إلا مع صناديق الاقتراع، يقرون الضيف ويكرمونه، إنهم كرماء بالفطرة أبا عن جد..
أنت في عيوننا يا مدينتي لن ننساك إن هم تناسوك أو خذلوك ، فلا دَرَّ دَرُّ من يخذلك أو ينساك, مطالبك ستتحقق قريبا فما ضاع حق ورائه طالب, وستأتي أيام ، ويصبح أهلك رحماء بك، عشاقك كثر وأبنائك بررة، أنت في عيونهم مشاعل، وفي صدورهم ضفاف جداول، وفي أيديهم قرنفلات ومعاول، القرنفل لكل من يهبك مطالبك المشروعة أو يساعد في إيجادها ، والمعول لكل الرعاع من خفافيش الظلام.
سعدبوه ولد اشقيق : باحث اقتصادي