ذرفت الدموع والله ... وانا أشاهد مشهدا لم يسبق لي ان رأيته إلا في فلسطين المحتلة .. هذا المشهد الذي يجسد حقيقةً سادية منفذيه ، واللذين لا يستحون من فعل ما عجز عنه كل الدكتاتوريين في العالم علي مر الزمن ... وقديما قيل "إذا لم تستحي فأفعل ما شئت "
بيت يهدم في وضح النهار وأمام الجميع ، .. لا لشيء سوي أن أهله ضعفاء وفقراء ، والمدعية من حاشية السادي الكبير،بل وهي أقرب من ذلك حيث تجمعها به أواصر رحم و وشائج قربي ... لكن هذه الحالة التي رأيت بأم عيني أثارت عندي عدة تساؤلات كنت رميتها في الذاكرة من بعيد، أم طمرتها المستجدات الغريبة في هذا الوطن !! لست أدري لكن ربما أجد في هذا المشهد بالذات مايقدم لي الأجوبة الشافية لأمور سمعتها كثيرا تردد ، من قبيل الحرب علي الفساد والمفسدين والقضاء علي الفقر، أم القضاء علي الفقراء كما أتضح مؤخرا.. ما كنت أفهم لكن : عندما أتت به الأقدار تقلبه ذات اليمين وذات الشمال ورمت به عنوة في الحلبة السياسية للبلد ... استوقفتني شعارات رددها حينها وهو في صدمة الدخول الأولي ، وقلت في خلجات نفسي ربما تكون صادقة أو علي الأقل ممكنة التحقق.... لكن مع تقدم الزمن بدأت الاحظ زيفها وأدركت أنها فقط شعارات تقال والمراد هو عكسها فهمت أخير إذا .... أن الرئيس يبذل جهده لكي يقوم بتفقير الجميع لكي يبقي هو الغني الوحيد، ويصدق حينئذ شعاره " رئيس الفقراء". فهمت أخير إذا أن الرئيس يدعم حاشيته وأقاربه علي حساب الآخرين البعيدين منه وأنا أعرف شخصية المسمي (افيل ولد اللهاه ) وأعرف صولاته وجولاته في كل الميادين وتحت الرعاية السامية لرئيس الفقراء أو كما يقال . وصاحبة القصة الأخيرة والمدعوة "منت الخوماني" التي نفذت عملية السطو الممنهجة علي اناس ضعفاء ، وبإستخدام معدات وزارة التنمية الريفية التي كان من المفترض أن تستعمل في أغراض أخري .. فهمت أخير إذا أن الرئيس زعيم مافيا تحاول تزوير الدولار وليست التسجيلات الأخيرة الا دليلا علي ذلك . فهمت أخير أن الرئيس زعيم عصابة للمخدرات وتصريحات النائب الفرنسي تدعم ذلك فهمت أخيرا إذا أن الرئيس يطمح لأن يساوي الأغنياء بالفقراء، بحملة الإنتقام ونبش الملفات وليست بالبعيدة منا قضية " الارز الفاسد " و ولد الوقف الذي ظل يدفع فاتورة آراءه السياسية كلما اصطدم بصخرة الجنرال السادي . وحملة التفليس الممارسة ضد رجال الاعمال كولد بوعامتو وغيره وذلك بإثقال كواهلهم بالضرائب الباهظة، خدمة لأجندة وحده الجنرال من يدركها . هي إذا استرتيجية مكشوفة وهدف واحد..... فليبشر الفقراء إذا، لأن الرئيس سيجعل الشعب كله في مستواهم المتدني دون أن يرفع منه علي عكس ما يتوهمون.. .. وعلي الغني السلام وليبشر كذلك كل المسفدين اللذين تعاقبوا علي هذا المنكب البرزخي ردحا من الزمن ،لأن الجنرال سيحطم كل أرقامهم في الفساد وينتقل به من مرحلة فساد المؤسسات الي فساد أكبر من ذلك يمس من كيان الدولة وسمعتها في الخارج ...
