شكلت ترشيحات حزب الانصاف اول اختبار ميداني للحزب الذي خرج من رحم احزاب الدولة ،فمنذ الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماع ظلت الانظمة المتعاقبة تجري عمليات توليد انبوبي لأحزابها من نطفة الاب ابان عهد الرئيس الاسبق معاوية ولد سيداحمد ولد الطايع فتم زراعة حزب عادل و من نفس الأنبوب ولد حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الذي تحول الى حزب الانصاف الوليد الأخير الذي يواجه وهو في المهد تحديات داخلية بنيوية و تسييرية جمة فبعد أن ضم بين صفوفه شخصيات سياسية وطنية قادمة من اقصى يسار مناوئيه خلال العشرية و ما قبلها تبوأت فيه شخصيات فكرية مخالفة لفكر نشأته الأولى و لديها ارتباطات عالمية بأفكار سياسية آيديلوجية مناصب توجيهية سامية ، ربما يصفها بعض مؤسسيه بالعناصر الوافدة المريبة والغريبة على جسم النطفة الأولى وهو اليوم يعرض فريقه في المنافسة السياسية المقبلة وقد تعالت بشكل كبير اصوات الرفض لخيارات الحزب مما ولد تحد آخر عبر عنه المنسحبون من الحزب و الرافضون لخياراته و احدث انشقاقا متعدد الاوجه والغايات داخل الحزب الذي ولد وهو يعاني ، فكيف ستكون ردة فعله و ما هي الحلول المتاحة له ...؟
سبق للحزب ان عبر عن امتلاكه لحزمة مهمة من الترضيات لكل المغاضبين كما انه يمتلك في جعبته امكانيات الدولة بإغرائها وزجرها و هي الحلول التي سيستخدمها بعد ترتيبها فيبدأ بالزجر و هو سلاح بدأ يضعف مع انتشار الوعي و انتشار وسائله خاصة على مستوى التواصل الاجتماعي ، فالإذعان خوفا او تذللا حدًت منه هذه الوسائل وسيكون استخدام هذ الحل محصورا في الريف وبعض المناطق البعيدة عن المركز ، أما الاغراء فمن غير الممكن اغراء الجميع خاصة ان العديد من حاملي الأصوات انسحبوا عن الحزب او هم في مرحلة تنظيم صفوفهم للإنسحاب والذين يحاولون ابتزاز الحزب تتناقص الثقة فيهم على مستوى القواعد وهو ما يعني أن مجموعات مهمة من قواعد الحزب عرضة للتشتة و لربما الرحيل الى احزاب أخرى ،امن هنا يتضح أن حزب "الدولة " كما يصفه البعض خياراته محدودة فبعض المهاجرين عنه لم يتعودوا الاستفادة منه و بالتالي ستكون عملية المحافظة عليهم معقدة ، اما الذين يعتمدون عليه في ارزاقهم وو ضائفهم فلن يمضوا بعيدا وهم ينتظرون أول العروض ، كما أن جدية الحلول ونجاعتها لا يمكن تأكيدها الا بعد أن تنفذ و هي الآن قيد التنفيذ في مناطق عدة من الوطن نتوقع تباين الاستجابة لها بتباين الاطر والمجموعات الموجهة اليهم كما أن تأثر المناطق المختلفة مرتبط هو ايضا بالمناخ العام لكل منطقة كما تباين تنظيم الرد على قرارارت الحزب من تلك المناطق نفسها فمثلا المقاطعات التي انسحب منها فرد أو اثنين ليست كالمناطق التي انسحب كامل اعضاء مكاتبها كما هو حال مقاطعة بير ام أكرين .