تشبثا بلغة ميته أوفي طريقها للزوال ودولة تجر أذيال الهزيمة في إفريقيا ، اعتبر وزير التهذيب الوطني خلال إشرافه اليوم على افتتاح الفعاليات المخلدة للأسبوع العالمي للفرانكفونية، الذي يصادف 20 مارس من كل عام أن اللغة الفرنسية لغة اتصال وتدريس إلى جانب العربية واللغات الوطنية.وأنها وسيلة للانفتاح والتواصل في الفضاءات الاجتماعية والثقافية.
وأكد أن التزام موريتانيا بعضويتها في المنظمة الدولية للفرانكفونية واعتزازها بها، نابع من «حرص فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على تعزيز الهوية الوطنية بمختلف مكوناتها»
وخلافا لهذا التوجه الذي اعتمد منهج الاستلاب اللغوي والحضاري ، والخلود المطلق في الطرف السفلي لثقافة الأجنبي ، فإن دول العالم التي تحترم لغاتها وهوياتها قد أدركت خطر العولمة اللغوية فأنشأت تكتلات ضخمة حيث كونت الدول الناطقة بالإنجليزية منظمة (الكمنولث)، وكونت الدول الناطقة بالفرنسية الرابطة (الفرنكفونية)، وكونت دول جنوب شرق آسيا رابطة (الأسيان) وأنشأت أمريكا مع كندا والمكسيك رابطة (النافتا).
وأصبحت الحروب اللغوية أشد ضراوة من الحروب العسكرية الظاهرة.
ولأن اللغة في أي مجتمع، هي الواجهة الحاملة والحاضنة للملامح الأساسية للهوية، لذلك لا ينبغي الفصل بين الإنسان ولغته الأم مطلقا، خصوصا أن الكلمات لا تتيح قول كل شيء، لكنها تظل مشحونة بمجموع ما لا يمكـن قولـه، وهـو مجمـوع مقترن بها .
ذلك أن القوالب اللغوية التي توضع فيها الأفكار، والصور الكلامية التي تصاغ فيها المشاعر والعواطف لا تنفصل مطلقا عن مضمونها الفكري والعاطفي .
فاللغة من هذه المنطلقات نظام متكامل للقيم الفردية والجماعية والجمالية.
ومع ذلك لمْ تكن اللغة والتعليم عموما، في التصور الاستعماري سببا لبلوغ غاية المعرفة بل إن ذلك كله سيبقى وسيلة ممنهجة لتحقيق الهيمنة على المجالات الحيوية من خلال محاولة القضاء على اللغة الأم وتفكيك النسيج الاجتماعي.
مما يؤدي للهزيمة النفسية وعقدة النقص لكي يتم تنفيذ الاغراض الاستعمارية من داخل البلد نفسه .
وهو ما لمسناه بالفعل هنا في بلادنا حيث أن لفرنكفونيين في موريتانيا ( بعد أن شعروا بالنقص) اختاروا الفرنسية لغة للتدريس في جميع المراحل المختلفة وأصروا على هذا الاختيار، وهم بذلك يكرسون الاستعمار اللغوي بمحض إرادتهم ويقومون بإهدار الموارد المالية والقدرات البشرية بشكل فادح، لأن " قرار تعليم اللغات الأجنبية يأخذ تمويله من المال العام، تأكيدا لتمويل حروب اللغة إلى جانب فرنسا.