تعتبر مقاطعة الطينطان احدى أهم المقاطعات السياحية في الوطن وذالك يرجع لنوعية التضاريس الجميلة والخلابة والموقع الجغرافي للمقاطعة حيث تقع المقاطعة على طريق الأمل على بعد حوالي سبعة مائة وستون "760" كيلومتر شرق العاصمة نواكشوط
أي في ولاية الحوض الغربي وعلى بعد حوالي ستون كيلومتر غرب مقاطعة العيون عاصمة الولاية وتتبع لها ثمانية بلديات وعدد سكانها ما يزيد على " 80"ألف نسمة. وتقع بالمقاطعة العديد من المواقع السياحية الجميلة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، قرية "بنموره" التي تبعد ثمانية عشرة كيلومتر شمال المقاطعة و التي تزخر بالمناظر السياحية الجميلة التي يعجز اللسان عن وصفها، حيث الاشجار الخضراء والهضاب والأودية والجبال " وآكناتير والبطح " والمياه القادمة من الجبال الشاهقة الحافة بالقرية تعانق البطاح لترسم لوحة رائعة تجعل الناس يتوافدون على"بنموره " من اجل الراحة والاستجمام ولقضاء عطلة رائعة بين الماء والخضراء ،ضف إلى ذلك طيبة ساكنة القرية وكرم الضيافة، الذي يمتاز به اهل المنطقة التي تحوي مناظر خلابة . ومن المناطق السياحية كذلك بلدية "اغرغار" الجميلة حيث جمال الطبيعة يسحرك وجمال المكان حيث أن بحيرة "اغرغار" تسخر بأنواع التماسيح التي تخرج كي تستنشق الهواء الطلق مع نسيم الصباح والمساء (وآكناتير ) المحيطة بك من كل جانب كلها عوامل ضمن اخرى عديدة تجعل السواح يتوافدون بالمئات خلال فترة الخريف على المكان كي يريحوا النفس من رحلة الحياة الصعبة ومشاغلها إلى جمال الطبيعة وأريحية المكان الذي يعمر بأنواع الناس من كافة الاعمار أطفالا و شبابا وشيبا نساء ورجالا موريتانيون وأجانب انها مدينة ساحرة بجبالها الشاهقات ومياها الجارية التي تعانق البطح لترسم لوحة فنية نادرة تشتاق له النفس وتخلد ذكراها من خلال الكاميرات المسارعة لتلتقط بعض الصور الجميلة كي تبقى محفورة في الذاكرة مع شوق النفس الدائم لها كي تتكرر اللحظات وتظل حريصة على أن لاتخلف موعد اللقاء . إنني في بعض الاحيان اقف عاجزا عن الكتابة متأملا العبارات التي اضعها واسأل نفسي مرة بعد أخرى هل لازال في قاموسي اللغوي الصغير متسع كي أصف به بقية المناطق السياحية الأخرى ؟ قرأت في ما قرأت في علم الجماليات أن هناك فرق بين الجلال والجمال واعتقد بأن موقف الجلال يتعالى تارة على قاموسنا اللغوي ومن هذا المنطلق فإن هناك مناظر تتصف بالجلال واعجز عن وصفها لكن لن استسلم لعجزي ولن انسى مركز عين فربه الاداري الذي يبعد عن مقاطعة الطينطان حوالي ستون كيلومتر ويقع جنوب غرب المقاطعة ومن " اغرغار" حوالي عشرون كيلومتر ، حيث رسمت التلال والهضاب والجبال والأشجار لوحة رائعة، النظر إليها يريح النفس ويشعرك بالراحة والأمان و انت تبحث في رحلتك عن المناظر السياحية التي تأسرك لن تخطئ الحزام الأخضر المحيط بالقرية من اودية وجبال ومصاب للمياه تأسر قلبك وتحير عينك ، بالإضافة الى مجالس الشاي في "آكناتير " وغيرها حيث يتداول الناس الحديث من قصص تحير عقلك ونكات مضحكة وحكم نادرة ، والمنافسة تحتدم بين المتسابقين في الندوات الشعرية تارة وفي الالعاب من رماية "وظامت " و"كرور" و"النرد" وغيرها تارة اخرى، كلها اجواء تريح النفس من هموم الحياة وتعطيها دفعة جديدة كي تبذل المزيد من العطاء والإبداع وتضفي بعدا روحيا للجمال وتساهم في تعدد ألوان اللوحة الفنية الرائعة التي ترسمها الطبيعة . انها في الحقيقة مشاهد جميلة ودرر نادرة لكن وللأسف ومع غياب التنمية المحلية وغياب رؤية استراتيجية تهتم بالسياحة والزراعة من طرف الدولة والإهمال الممنهج وجراء سياسات البيروقراطية المعقدة وغياب مفهوم اللامركزية كلها عوامل ضمن اخرى أسهمت بصفة مباشرة وغير مباشرة في تدني المردود السياحي وعدم اخذها المكانة للائقة بها شأنها في ذلك شأن باقي المناطق السياحية في المقاطعة مثل " قلب الخير" و" جفارة " و "انيايلي" وغيرها من المناطق التي تسخر بالمناظر الخلابة والجميلة واعتقد أن ما قدمته في هذا المقال هو غيظ من فيض ولا يرقى إلى أن يحيط بالمناطق السياحية في المدينة مثل "آكنانه "و "ودخلت أسدر" و غيرها الكثير وارجوا أن اكون قد وفقت في وصف هذه المناطق الجميلة والتحسيس بها وباهميتها لأنها ملك لكل الموريتانيين وليست حكرا عليهم وارجوا من الجميع زيارتها حتى يقف على حقيقتها عن قرب .
تقبلوا اجمل تحية