حمالة الحطب / ختار ولد دحن حمود

ختار ولد دحن حمودفي كل مرة تطالعنا أحزابنا السياسية وبعض نخبنا المثققة ممن يفترض أن يكونوا طليعة مجتمعنا بنمط جديد من المتاجرة بكل شيء، تمارس هوايتها المفضلة في الصيد في المياه العكرة والتلاعب بمعاناة الآخرين وعذاباتهم لتحقيق مآرب شخصية حزبية ضيقة.

تلك النخب التي كان من المفروض أن تكون صمام أمان المجتمع حولتها المطامع إلى سماسرة فتن و دعاة تفرقة.

أُخرج إضراب الحمالة العاملين في ميناء أنواكشوط من إطاره النقابي المشروع ليأخذ أبعادا تفوح منها روائح العنصرية المقيتة تغذيها أطراف تدعي حقوق الإنسان أدمنت الكسب من ترويج بضاعة العبودية الكاسدة بفعل حلم العقلاء و دعوة العلماء من كل الشرائح الرافضة لأي مساس بتناسق نسيجنا الاجتماعي وتطبل لها بعض طبقتنا السياسية المترسبة بفعل الأقدمية...الراسبة في كل امتحان إنتخابي و التي تعج بمختلف التناقضات يجمعها طموح مشترك لكرسي الحكم بكل وسيلة و بأي ثمن فكلهم أيد من يدعو اليوم للثورة عليه أو تحالف معه في مرحلة معينة منذ أنت كان حركة "تصحيحة" في حين بدل بعضهم الآخر الوضعية من ناصحة إلى ناطحة تماشيا مع ربيع لم يعرف طريقا إلى جدب صحرائنا القاحلة العصية على كل غريب.

بعد تبدد أوهام الرحيل عاد المتاجرون بآلام المجتمع و العازفون على وتر الفتنة العرقية ليعيدوا للمرة الألف أغانيهم الممجوجة عن العبودية المزعومة دون أن يعطوا تعريفا واضحا للمفهوم فضبابية الموضوع و غموضه تعطي لمن إعتادو العمل في الظلام و خفافيش أقبية المخابرات الأجنبية و الصهيونية العالمية فرصة لإستغلاله وسيلة لتحقيق ما عجزوا عن إنجازه في العلن.

لم تعد العبودية بمفهومها المُتاجر به موجودة اليوم أما ما بقي من مظاهرها فالأبيض و الأسود فيه سواء بجهله و فقره و تساويه في إنعدام فرص العمل فمن كان طالب حق و عدل فليطالب به لكل مظلوم دون تمييز أو تخصيص. أن نساند عمالا بسطاء في مطالب مشروعة فذلك واجب إنساني أما أن يثقل البعض كاهلهم المجهد أصلا بتحميلهم بضاعة عنصرية رخيصة القيمة ثقيلة الوزن فذلك ما لا ينبغي لعاقل أن يساوم فيه.

تبت يدا كل متاجر بعَرَقِ البسطاء و عابث بدماء الأبرياء ... تبت يدا كل حمال لحطب العنصرية و مشعل لنيران الفتن ... و حفظ الله موريتانيا من عقوق أبنائها و مكائد أعدائها و أبقاها آمنة متماسكة.

25. أبريل 2013 - 0:35

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا