السَّاسَةُ الحَمَّالة.! / محمد محمود ولد محمد أحمد

خفايا يختلط فيها احتجاج العامل البسيط بتدليس السياسي الدويهية ، مع خبث الكاتب المتظاهر بالنبل و نصرة المقهورين. فلم تعد احتجاجات ميناء الصداقة على سجيتها العفوية التي انطلقت بها، و لم تعد المطالب بنفس نقاء أنْفُسِ من طالبوا بها، لأن الشوائب السياسية الخبيثة قد خالطتها،

 فغيرت لونها و طعمها و رائحتها. فبعض زعماء السياسة المخضرمين، ألقوا - فجأة - أقلامهم و صحائفهم، و حملوا بدلا منها أكياس القمح على ظهورهم، حمَّالين في الميناء، و بالمجّان، و ركنوا سياراتهم الفارهة جانبا، ليُزاحِمُوا بالمناكب عمّالا بسطاء على ناصية شارع " أطْفگْنِ امعاكْ الگدام"، و ذلك دَأْبُهُم في ركوبِ الصِّعابِ، صعَابِ الضعفاء و المساكين!. جميل لو أن التماهيَ مع هموم " الحمَّالة" و التبني لقضاياهم و التحدث باسمهم ، كانت - جميعا- بواعثها المبادئ الإنسانية الصِّرْفة ، و الأجملُ حينما تكون لوجه الله!... لكن ساستنا اعتادوا امتطاء عذاباتنا، و برِضَانا ، ظنا منا أنهم هُمُوا الرحماء، فإذا وصلوا مبتغاهم أشاحوا بوجوههم عنا، كأنْ لم تكن بيننا و بينهم أشياءُ

25. أبريل 2013 - 0:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا