صدرت مساء أمس أوامر عاجلة للضابطين المدنين في كتيبة النواب التابعة للجنرال محمد ولد عبد العزيز للتوجه فورا إلي منبي "التلفزة الحكومية " لمواجهة خصم قديم، يحمل أوراقا جديدة حول ملفات خطيرة .وكانت التعليمات واضحة بمنع الخصوم المعارضين من إثارة تلك الموضوعات علي الرأي العام وشغلهم بالإنتخابات وماشابه .فهل هي خطوة جديدة في اتجاه عسكرة خطاب الموالاة؟
البرنامج الحواري في "التلفزة الحكومية " غير الوطنية (لأنها لاتزال تدار من طرف حكومة النظام الأحادي) جري تنسيقه بين اللجنة الإعلامية للمنسقية ومقدم البرنامج وكانت المفاجأة مدوية حين قامت المولاة باستبدال الفريق المحاور من طرفها والذي كان يضم (وزيرة الوظيفة العمومية و الأمين العام الجديد لوكالة محاربة الفقر وشيخ مقاطعة كيهيدي ) بفريق جديد وذلك قبل ساعات فقط من بداية البرنامج وجاء الفريق الجديد مكونا من النائبين (اللذين اشتهرا باستماتتهما في الدفاع عن الجنرال محمد ولد عبد العزيز ) ولدمحم ، ولد ببان .
وبدأ تنفيذ الخطة التكتيكية التي تم الإستعانة فيها بخبرة (المقدم المخضرم والمدير ..المديرالعام) وعندما كان المتحدث الأول في الفريق المعارض يتحدث باللغة الفرنسية (لبروفسور لوقرمو) فقد بادرت إدارة الحوار إلي التأكيد علي أن لغة البرنامج هي اللغة العربية (وهو موقف يخالف كل عهودها السابقة في الحرص علي هذه اللغة والتحدث بها )، ثم كانت أسئلة المقدم تستدرج الفريق المعارض إلي موضوع إجرائي يتعلق بالإنتخابات المزعوم إجراؤها خارج سياق الأزمة السياسية التي شهد القاصي والداني بتفاقمها وتضاعف مخاطرها علي البلد كله (لعل مبادرة مسعود وانسحاب أحزاب اللقاء من الموالاة تؤشر علي ذلك)
ثم أخذ الموالون لعزيز في توظيف أساليب المراوغة والتمثيل والإيحاءات الجسدية واللفظية من أجل منع ملامسة النقاش للموضوعات المحظورة (وفق التعليمات) ولم يمنع ذلك من إرسال ممثلي المعارضة لرسائلهم باللغتين العربية والفرنسية إلي الرأي العام وحالهم كما يصور الشاعر: تسدد الرأي معصوما فتنقضه * * * بطانة (….) مركوسا إلى الحفر إن الحاكم المستبد يجعل البطانة تستبد معه , وتواليه في استبداده بدل أن تكون هي المعين على إصلاحه وتقويمه , وأن تقاوم الظلم وتجابه الفساد , لكن شيعة الجنرال لا يهتمون بذلك .فأعذروهم ..إنهم ينفذون الأوامر...!
