حضرنا بحجة أنه مهرجان ثقافي ، لتعميق الاهتمام بتراث الوطن عموما ، و أوجفت على وجه الخصوص ، بمناسبة اكتشاف معالم أثرية مهمة ، تدل على أوجفت القديم ، لكن سرعان ما تحول الحدث إلى نشاط سياسي بحت ، فاحمين أعمر الجديد القديم ، يعلن انتمائه الصريح لما سماه الأغلبية ،مبايعا للولد عبد العزيز ، مهاجرا المعارضة ، ربما مؤقتا أو كليا .
ويعلق الصحفي السني عبداو قد وفى بعهده، وكأن في الأمر التزاما مبطنا تم كشفه وتجسيده .
هذا وسط غياب نائب أوجفت وشيخها ، وحضور رجل الأعمال الثري الجسور محمد ولد أنويكظ ، الذي تشير المصادر المطلعة، لدعمه المعتبر لمهرجان أوجفت هذا !.
كما نوه أحمين أعمر في خطابه القبلي جدا ، بحضور النائب السابق لاكجوجت موريس ينزا،الذي حضر فعلا رغم بعض المصاعب الصحية .
وقد حظي ولد أحمين أعمر بحضور متوسط ، لساكنة أوجفت، القليلة أصلا.
وقام الوالي وحاكم المقاطعة وأحد مستشاري وزيرة الثقافة بزيارة الآثار المكتشفة ومعرض" أماطيل " الممثل في المهرجان ،و غير البعيد من مدينة أوجفت الساحرة بنخيلها ومائها العذب ووديانها الكثيرة ، التي تنتج كميات كثيرة متنوعة من الثمار ،فترة الكيطنة، التي أطلت ، وأوشك موسمها على الحلول ، حتى أننا شاهدنا بعض البلح ، في أول مراحله المباركة النافعة .
فعلا حسم ، أحمين أعمر خياره السياسي ، وتوجه كليا إلى الموالاة ، وهو في طريقه إلى إعلان انضمامه إلى حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ، وحسب مصادرنا فقد يتم إعلان ذلك قريبا ،ولم يعد له صلة بحزبنا ،إتحاد قوى التقدم ، الذي لم يعجل هذا العضو السابق المثير عن ترتيب أمر رحيله في هدوء ووقار .
أبارك لصديقي وأخي أحمين أعمر سفره إلى الموالاة وربوعها الممزقة، خصوصا في مقاطعة أوجفت ،الزاخرة بالأحقاد والخلافات العقيمة .
وأقول له لا خير في نظام مستبد ،يحتقر موالاته ،ويظلم ويحقد على معارضته ، ولو بحجة ملف " أرز " لا يهدأ ملفه ، إلا ويتم إيقاظه للابتزاز، وتوجيه البوصلة لصالحه ،تحت الضغط والإكراه المباشر العلني .
وأقول للحزبيين ( من أتباع حزب إتحاد قوى التقدم في أوجفت ) الثبات على الموقف أكثر وقارا ، وخير لآدرار، ومصير العمل السياسي الناضج في بلدنا الغالي .
ولعلها دواعي المصالح الانتخابية الضيقة ،ومخاوف فقدان المكاسب السياسية، بالمفهوم النفعي .
إن ممارسة السياسة في سياق الحسابات المنفعية هذه ، دون اعتبارات أخلاقية حازمة عاقلة ،بعيدة الأفق ،قد تركس أصحابها في مهاوي التحفظ والإهمال .
وقد تبقى السياسة في حساب أصحاب المبادئ ، فن المساهمة الواعية الإيجابية الملتزمة ، بعيدا عن الاسترزاق المكشوف ، مهما أمكن .
ولقد كان مهرجان أوجفت للتراث والتنمية، فرصة ثقافية إحيائية جيدة ،لولا هذا التصفيق الممل الممجوج ، الذي طغى على الحدث .
ورجائي لوطني وأهلي ،فرصة سانحة مع الشورى والديمقراطية الحقيقية ،بعيدا عن المواقف المتذبذبة ، الناجمة عن الحصار والتجويع .
فربما مكره أخاك لا بطل .
فلقد كانت لولد أحمين أعمر وقفات أخرى مع أوجفت وضد مظالم النظام على أهله ، تذكر فتشكر .
خلافا لذا الموقف المثير للجدل لدى الكثيرين .
وعلى وجه العموم ،بغض النظر عن خصوصية المواقف السياسية، لكل فريق ، كان غياب شيخ المقاطعة يحي ولد عبد القهار ونائبها محمد المخطار ولد الزامل عن هذا النشاط الثقافي،الجامع افتراضا ، تعبيرا صريحا ، عن عمق الجراح بين نخب المقاطعة ، وتأثر النشاطات الثقافية فيها ،بتجاذبات الساسة ، وحساباتهم الخصوصية جدا .
وللغائب حجته !.
بقلم \عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة الأقصى