أعتقد جازما بأن كل هذه الإرهاصات التي تظهر هنا وهناك – ليست إلا أمورا مبيتة وموجهة من أطراف داخلية وخارجية لا تريد الأمن والاستقرار لهذا الشعب الفقير الضعيف الذي ينشد حاله: أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض .
فليست هناك معارضة بالمعنى الحقيقي .... اللهم الا قشورا تستنسخ غبار السطوح السياسية المطلسمة الأغراض والأفكار مما يوحي بالتساؤل عن النخب السياسية المعارضة التي تهمها المصالح العليا للوطن وتعارض بكل ما أوتيت من قوة لأجل الرفع من المستوى العام للوطن والمواطن , وتحافظ على المكتسبات الوطنية دون الأحكام المسبقة على هذا وذاك ,ويطول التساؤل ليصل إستقراء جدوائية محاولة استنساخ وضعيات تختلف جذريا عن وضعيتنا الوطنية ولماذا تقمص أدواروأباطيل تمجها وترفضها الساحة الموريتانية الغضة ,أم أن الشعب الموريتاني بحاجة إلى الحرب والدمار والدعوة إلى حرب أهلية لا تحمد عقباها ؟, يديرها كل حسب مزاجه ويزايد بها إيمارتيا ويحامد بها قطريا بعض السياسيين الذين قد لا يريدون الخير لهذا الحمل الوديع المسمى موريتانيا , فقبل المطالبة برحيل الرئيس, أليس من الأجدر بالمعارضة أن تطالب برحيل أمور أخرى؟ تمس كيان الحياة العامة للمواطن و أن تعمل على حلها قبل أن تطالب رئيس جمهورية بالرحيل قبل انتهاء مأموريته , ثم ان الأشخاص المطالبين برحيل السيد الرئيس هم أول من أيده وباركه واعتبره منقذا وشرع إطاحته بالنظام المستبد لولد اليع الذى أذلهم وسجنهم وحطم كرامتهم عقودامن الزمن ولم ينبس أشرفهم انذاك بتأوه أحرى ان تسول له نفسه نطق كلمة قد توحى برحيله , لقدإعتبرهؤلاء ولد عبد العزيز على انه أداة تغيير حقيقية ثم بعد ذلك إعتبروه رئيسا منتخبا للخروج من الأزمة وهم أنفسهم الذين اقروا في اجتماع داكار بنتائج الحوار والمشاركة في الانتخابات على أنها انتخابات قانونية , وهم أيضا الذين اقروا بشفافية الانتخابات وصحة نتائجها وبحضور المراقبين الدوليين , وهم أيضا الذين طالبو ا بان يظل ولد الغيلاني في مأموريته إحتراما للمأموريات .. وأية مأموريات !!!!! إلى إن تنتهي !!!! ... فلماذا يطالبون ولد عبد العزيز بالرحيل قبل انتهاء مأموريته !!!؟؟؟ ولماذا قبلوا به رئيسا ويرفضون الحوار معه، ألأجل مصالح ضيقة وحسابات قبلية سمجة أكل الدهر عليها وشرب ؟ أم أنهم أرانب فى عهد ولد الطايع وأسود فى عهد عزيز ,, الشعب الموريتاني في أمس الحاجة إلى أن يرحل هؤلاء و أولئك لأجل المصلحة العامة للوطن والمواطن , هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لو قبلنا جدلا بضرورة استبدال السلطة الحالية فان البديل طلب مفقود إلى إشعار جديد لان الذي يظهر على الساحة السياسية من الخيارات والوجوه ( النيرة ) لا يعتبر بديلا أفضل بل العكس .
ضف إلى ذلك إن المجتمع الموريتاني تشكلة وجينا وحضارة لا تتباين كثيرا ولا تختلف اختلافا كبيرا, ويبقى الأمن والاستقرار وعملية التعايش السلمي بين مختلف الأعراق الوطنية قيم سامية فوق كل اعتبار وتسييس .
وعلى المعارضة ان تتبنى هذا الشعار اكثر من أي وقت مضى وان تسهم إسهاما حقيقيا فى بناء جسر وطني قوي البنية قبل أن تمد قرون الإستشعار للإطاحة بنظام هللت له أصلا وأكدت نزاهة هزيمتها فى الإستحاقات الرئاسية التى تمخضت عنها مشاركتها بمختلف أطيافها ,