في ذكري عيد العمال ،عيد النضال من أجل(الثمان ساعات في اليوم) فإن عمال موريتانيا ، المرابطون في مواقع العمل ، والساهرون علي نبض الأمل ، مطالبون بالتوحد خلف راية النضال من أجل محاربة الفساد واقتلاع جذور الإستبداد وتحمل المسؤوليات التاريخية
اتجاه المواطن الموريتاني الذي سئم العرائض والمطالب والمناورات مع الأنظمة والحكام والنقابات والصراعات وأصبح يتوق إلي وضع جديد يصبح فيه العمال قوة حقيقية تفرض التغيير وتمنع الظلم ..فهل يوظف عمال موريتانيا قوتهم ويستفيدون من تجارب عمال العالم؟
إن (الأقوياء (من العسكر والتجار والبطانة) يمتلكون كل شئ،، لكنهم لا يسيطرون على شئ)، هنا تكمن القوة التي نريدها لنضال العمال .. لقد تعودنا كعمال رؤية أنفسنا وغيرنا من العمال تابعين ،خانعين ، خاضعين وهناك من يملك زمام الأمور من حولنا على الدوام، ليس لنا دور حقيقي سواء في العمل أو في المجتمع أو في الدولة، لم نعرف سوى العسكر يقودنا (علي الأقل هذا الجيل) لم نسمع للعمال ذكر إلا حين يقدمون عريضة مطلبية للعسكر أو يطالبون بحقوق شرعية مستلبة عند موظف امتلأت خزائنه بالمال العام .
فاتح مايو من كل عام يجوب فيه العمال شوارع انواكشوط في احتفال كرنفالي هزيل يكرس التبعية للإستبداد والتطبيع مع الفساد .
مسيرات العمال أصبحت بلا معني وبلا مبرر في عصر انتزعت فيه الشعوب حقوقها بالمظاهرات السلمية ،القوية والمنظمة
نضالات العمال في تونس ومصر تجاوزت عتبة استرضاء الحكام والحوارات العبثية ودخلت مرحلة انتزاع الحقوق بالضغط عبر الأطر التنظيمية والقانونية .
الرئيس بواسطة الجيش يمتلك القوة التي تمكنه من السيطرة علي مراكز الدولة ،لكنه لا يمتلك وسائل العمل ولا يستطيع شغل فراغ واحد يخلفه توقف عمال : ميناء ، مدرسة أو مستوصف ، جامعة أو مصنع أو....أو...
أسبوع واحد يتوقف فيه العمال عن العمل كفيل بجعل نظام الإستبداد... ينهار.. ويسقط
لقد خلق النظام لحماية نفسه ،جدرا وحزاما وسياج وكلها بنيت من الوهن
الجدار يمثله هاجس الخوف من العقوبة والجهل بالقوانين والتخلف في السلوك
و الحزام تمثله بعض التنظيمات والنقابات والتجمعات وحتي الأحزاب الموالية
أما السياج قد تأسس علي الأمل والطمع والوهم وهي ثقافة ينشرها الإعلام الرسمي
لقد بدأنا نشهد إرهاصات لتوجه عمالي جديد ، نضالات واحتجاجات تخرج من هنا وهناك دون تنسيق أو توجيه أو تنظيم، لكنها تعبر عن حاجة عمالية حقيقية للتغيير وتكشف تلك الإرهاصات عن تصاعد كبير في وتيرة النضالات التي لابد لها أن تخترق "الحاجز" وتقفز من فوق "الجدار" وتقتحم "السياج" لتسلك الطريق الصحيح لنيل الحقوق وتحقيق المطالب .
والخطوة الأولي في هذا التوجه النضالي الجاد يمكن أن تبدأ من فاتح مايوا عندما يستعيض العمال عن العرائض والمسيرات ب "البيان رقم واحد"
((إن عمال موريتانيا إيمانا منهم بالوطن واعتبارا للحقوق والواجبات يعلنون مايلي:
- امتناعهم عن تقديم العارئض المطلبية للعمال لأي نظام قائم علي الإنقلاب والإستبداد في ممارسة السلطة والفساد في تسيير أموال الشعب الموريتاني
- حلهم لجميع النقابات والتنظيمات العمالية والإنخراط الجماعي في تنظيم جديد يدعي" الإتحاد العام للشغيلة الموريتانية "
- تعهدهم للشعب الموريتاني بالوقوف وقفة رجل واحد لفرض التغيير الحقيقي وبناء دولة ديمقراطية قائمة علي العدل والمساواة ))
هكذا يكون للإحتفال بعيد العمال نكهة بطعم الحرية ورونق بفضل التضحية
ومشهد بحجم قوة العمال. وعندها سنردد معهم ( إرفع رأسك .. فأنت عامل موريتاني)
الحاج ولد المصطفي (عمال موريتاني)[email protected]