باكتمال عمليات فرز أصوات الناخبين، في اقتراع ال13 مايو الجاري، تكسب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الرهان من جديد؛ وتحقق نجاحا آخر ينضاف إلى نجاحها في تهيئة الظروف الملائمة للانتخابات بالاتفاق مع مختلف مكونات الطيف السياسي الوطني.
لقد مثلت هذه الانتخابات نقلة نوعية في تنظيم وتسيير العملية الانتخابي وتعزيز المسار الديمقراطي، فقد طبعتها الشفافية وتطور الوسائل التقنية المستخدمة في الضبط والتنظيم، في جميع المراحل (مرحلة الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي؛ مرحلة تقديم ملفات الترشح؛ فترة الطعون، وصولا لمرحلتي الاقتراع والفرز..)؛ ولعلها المرة الأولى التي يتم فيها الاعتماد على نظام معلوماتي لتسهيل الوصول لقاعدة البيانات المتضمنة كافة المعلومات المتعلقة بالعملية الانتخابية.
ويمكن للمتابع للشأن الانتخابي المحلي، أن يلاحظ بسهولة البون الشاسع بين الانتخابات الحالية وسابقاتها، من حيث التنظيم، وسرعة الفرز، مقارنة بالتجارب السابقة خاصة الدورتين الأخيرتين، حيث ظلت التحديات ترافق العملية، دون أن يتم التغلب عليها؛ وهو ما تطلب في بعض الحالات تأجيل الشوط الثاني بسبب تأخر اكتمال عمليات الفرز الأولي.
ملمح آخر من ملامح التميز، يهمنا نحن الإعلاميين أكثر من غيره؛ هو المرونة في الحصول على المعلومة، والتعاطي بانسيابية مع الصحفيين، وهو أمر غير مألوف لدى مؤسساتنا، لكنه غير مستغرب منذ أسندت اللجنة مهمة النطق الرسمي باسمها للإعلامي المتمكن والسياسي النبه الدكتور محمد تقي الله الأدهم، فقد أعطت القوس باريها وأَمِنَتْ أن تؤتى من قِبَل الإعلام.
لقد استطاع المستشار الإعلامي، الناطق الرسمي باسم اللجنة الانتخابية إدارة الملف الإعلامي، للانتخابات بنجاح، وكانت الإطلالات والبيانات الصحفية الصادرة عنها موفقة وتحمل الجديد المفيد دائما.
وبهذا تكون الدورة الحالية من الانتخابات، قد مثلت تحولا في مجال تنظيم الانتخابات وحققت مكاسب يمكن _إذاما تمت المحافظة عليها_أن تؤسس لمسار انتخابي يعزز التجربة الديمقراطية الوطنية، ويجعل منها نموذجا يحتذى.