رسائل 13 مايو / محمد افو

تحدثت في سلسلة مقالات سابقة عن شخصية رمزية أطلقت عليها اسم " بطاح" .

ومن خصائص هذه الشخصية، قدرتها على تبرير الرأي ونقيضه.

وقد اكتسب " بطاح" هذه التقنية نتيجة غياب الرؤية والأهداف في ظل حيوية متقدة لهذه الشخصية الرمزية.

يتحدث السيد " بطاح" عن ما يسميه " أحزاب كرطابل" وعن غياب المعايير في الترخيص للمنظمات والجمعيات والأحزاب.. الخ.

وحين تتمنع الدولة في الترخيص في انتظار وضع معايير فنية وشخصية وقانونية، يخرج " بطاح" مسلحا بالمنطق - كالعادة - ليتحدث عن مخالفة الدستور وتطويق الحقوق المدنية.. الخ.

إنه شخصية مرنة لدرجة التسلح الكامل بالسوفسطائية الاجتماعية والتاريخية.

و " بطاح" كما اسلفت ليس شخصا بعينه وإنما شخصية رمزية تتلبس الخطاب والثقافة والشخصيات بدرجة عالية من التماهي والشفافية.

 

لنعد إلى موضوعنا..

كان " بطاح" يحدثنا في الأعوام الماضية عن افول وشيخوخة " المعارضة التقليدية " وكان مصرا على أن نهايتها باتت أمرا حتميا، اما نحن فكنا نعلم أن " بطاح" يستند لمعطيات منطقية للغاية ( كعادته) .

وحين افقنا صبيحة يوم الرابع عشر من مايو لم نفاجأ بالمعطيات الحتمية لصناديق الاقتراع.

فقد قفزت للواجهة معارضة شابة وراديكالية بينما تذيلت المعارضة التقليدية العتيقة ذيل النتائج بشكل درامي محزن.

لكن " بطاح" لا يريد تكرار نفسه ولا يرغب في تأكيد توقعاته، لذلك شمر عن سواعده للتشكيك في إرادة الشعب واستخدام نبوءاته المتحققة كدليل على عدم الجدوى من ممارسة سياسية قادرة على إقصاء هذا أو تمكين ذاك.

أما الأدلة الفنية فكان منتهاها أن ماحدث غير معقول ولا منطقي، لسبب واحد هو أن سبابته كانت على صدره .

أما كاتب هذا التحليل فيرى أن توقعات " بطاح" كانت سيئة هذه المرة.

فقد شكك في قدرة الحصان الأسود على بلوغ خط النهاية، كما بشر بسقوط درامي للحزب الحاكم، في مقابل انفجار قنبلة الموسم ومفاجأة العام.

حسنا..

لم يحدث أي انفجار في الموسم الانتخابي هذا ولم تحدث مفاجآت.

إلا أن هناك ملاحظة لم تطلها أدوات الاستنتاج والتحليل، لكنها لم تكن بعيدة عن خيال العارفين بقوانين البقاء والزوال.

لأن بؤرة الضوء كانت تتنقل بين صعود المعارضة الشابة وافول المعارضة التقليدية وفي طريقها تمر خاطفة على معارضة تجر أذيال الخيبة بعد كل هذا الوعيد المشبع بالعواطف وسوء التوقعات .

لا يحب الأسد الجري لمسافات طويلة، فهو يحاول جاهدا في لحظات ويطلق كل شراسته في لحظة الانقضاض، لكنه لا يطارد أحلامه.

بينما يستحق الحصان أن يراهن عليه دائما حتى يشيخ أو يكبو كبوته.

 

يوم الثالث عشر من مايو 202‪3 

كان يوم العرض، أما الصحائف فقد كتبها أصحابها وعرضت عليهم .

 

1- الشعب الموريتاني يلتف حول الرئيس.

2- يعاقب المرتزقة

5- يجدد دماء معارضته 

4- يشيع رموز المعارضة التاريخية باحترام و اعتذار، كما فعل البريطانيون لبطلهم القومي " تشيرشل" حين اعتقد أن الساسة لا يتقاعدون.

26. مايو 2023 - 22:05

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا