بالأمس ارتكب نظام بشار الاسد المجرم مجازر في مدينة البيضاء وبانياس وقتل المئات من السوريين المنحدرين من الطائفة السنية تحديدا وقتل قبل ذلك اكثر من 90000 سوري وشرد الملايين وهدم اكثر من 900 مسجد بدعم مباشر من ايران الصفوية وأذنابها في لبنان والعراق .. وفجر يوم الاحد الماضي
أغار الطيران الصهيوني على دمشق ودمر ما يحلو له من اهداف خلال نزهة له فوق دمشق ليست الاولى من نوعها ، فقد فعلها سلاح الجو الاسرائيلي مرارا وتكرارا ليلا ونهارا سرا وجهرا ... وفي كل مرة كان طيران العدو يعود الى قواعده سالما غانما بعد انجاز المهمة على اكمل وجه .. ولأن من أمن العقوبة أساء الأدب ، فقد تباهى الاسرائيليون بالهجوم قبل ان ينقشع غبار صواريخهم أو تُخمد النيران التي اوقدوها ، لا بل اشادوا بالعملية كالمعتاد ، فيما ظل رد نظام بشار الاسد على حاله : "سنرد في الوقت المناسب" ، وهي عبارات اعتاد التلفزيون السوري الرسمي على بثها تلقائيا من فرط تعوده عليها ، انها سلاح النظام الوحيد القادر على توجيهه للكيان دون كلل : "سنرد في الوقت المناسب" .. عبارات باردة ورثها الأسد الإبن عن أبيه وهو يعرف حق المعرفة أنها لا ترهب عدوا غاشما كإسرائيل ولا تستعيد كرامة مهدورة . إلا أن العارفين بسلوك نظام آل الاسد كانوا متأكدين من ان النظام السوري - وعلى غير عادته - سيرد ، هذه المرة ، على اسرائيل ، لكن من خلال توجيه فوهات اسلحة جيشه المريض وشبيحته الدموية نحو المدن السورية كحمص ودرعا وحلب وبانياس وغيرها من المدن التي لا تسكنها اكثرية شيعية علوية ، وفعلا انتقم الاسد من الاسرائيليين من خلال استهدافه اطفال سوريا ونساء سوريا ومخابز السوريين ، أما رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو فقد سافر الى الصين كما كان مقررا سلفا و الهوينا كان يمشي الى بيجين التي إستقبلته بالورود والسجاد الأحمر وما يحلو للنتن ياهو من التوابل الصينية ، كان يمشي مشية الواثق من نفسه العارف بمقدار جبن ودناءة خصمه وكأن شيء لم يكن ، أما سكان المستعمرات الاسرائيلية على هضبة الجولان والتي لا تبعد عن دمشق الا مقدار رمية حر فقد ناموا ليلتهم الاولى بعد الغارة نومة هانئة هادئة بعد أن تركوا نوافذ بيوتهم مفتوحة لتنسم هواء جبل الشيخ العليل وفي الصباح نزل من نزل منهم الى بحيرة طبرية بغرض الاستحمام والاستجمام وتبادل النكت عن اسطورة اغريقية قديمة اسمها محور الممانعة والمقاومة !!. إن اسرائيل وعلى الرغم من اجرامها ودمويتها التي لا يختلف عليها اثنان واغتصابها للأراضي العربية واستنبات على اديمها الطاهر قطعانا من شذاذ الآفاق أتت بهم من مشارق الارض ومغاربها ، فإنها على الرغم من كل ذلك لم تقتل من السوريين هي والاستعمار الفرنسي مجتمعين معشار ما قتل بشار الاسد ووالده المقبور حافظ الاسد الذي سوى مدينة حماه بالأرض في مجزرة رهيبة راح ضحيتها أكثر من 80000 سوري في ثمانينيات القرن الماضي ، لا بل ان خسائر العرب البشرية مجتمعة خلال جميع حروبهم مع اسرائيل لم تقارب الخسائر البشرية التي الحقها الاسد الابن بالشعب السوري خلال سنتين اثنتين فقط هما عمر الثورة السورية المباركة . وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال فآل الأسد ينحدرون من الاقلية العلوية الشيعية وهي لا تشكل سوى 8% من مجموع سكان سوريا مع انهم ليسوا كلهم مع الاسد ، بل فيهم وطنيون شرفاء ، فيما يشكل أهل السنة اكثر من 75% من مجموع السكان ، لذا جُن جُنون إيران وحزب الله منذ اليوم الأول للثورة السورية المباركة بعد ان نعتوها بأسوء النعوت ، وكما نرى ونسمع كل يوم ترفع ايران عقيرتها كل صباح مجاهرة بدعمها اللامحدود لنظام الاسد لتظل الاقلية تحكم الأغلبية الى الأبد . إن ايران اليوم تستغل جهل بعض الانظمة العربية والإسلامية لأجندتها القائمة على نشر المذهب الشيعي الذي يعني ببساطة الانسلاخ من العقيدة السنية اولا ، ثم الانسلاخ ثانيا من الاوطان والتبعية المطلقة لإيران و ما تسميه " ولاية الفقيه " ، ومن بديهيات التشيع ان يصبح المتشيع السعودي أو العراقي أو المغربي أو الجزائري أو السنغالي ... ايرانيا قلبا وقالبا وعليه أيضا أن يصبح مستعدا لتنفيذ أي أمر يؤمره به (ولي الفقيه ) الذي يتمتع بعصمة تكوينية تامة ويعلم الغيب وبيده مفاتيح الجنة والنار حسب معتقدهم .. ثم إن ايران بعد أن أوجدت لمذهبها اتباعا ومريدين كثر في الدول المجاورة لموريتانيا (المغرب الجزائر السينغال ) من خلال سياسة الجزرة ، لم يفتها ان في موريتانيا حاكما هو على غفلة من أمر اجندتها ، فراحت تساومه على عقيدة شعبه الفقير لقاء باصات رديئة الصنع وحفنة من المال لا يُعرف حجمها ولا فيم صرفت ، مقابل ان يخلي بينها وبين الشعب الموريتاني المحب بفطرته لكل شيء يمت بصلة لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، ففتحت ايران سفارة لها في نواكشوط وملأتها بالمبشرين وسماسرة المذهب .. وأعطت المنح الدراسية بسخاء لطلاب لن يرجع أي منهم على سنيته إلا من رحم ربي وستثبت الايام صحة ذلك ، لان التعليم في ايران مأدلج حتى النخاع ، كما هو الحال في سوريا والعراق سابقا .. ثم أن الانسان الموريتاني بطبعه – وهذه معضلة حقيقية - سريع التأقلم مع البيئة التي ينتقل اليها ، شديد الانبهار بالآخر والشواهد على ذلك كثيرة فمعظم ناصريي موريتانيا وبعثييها انما كانوا في الاصل مجرد طلاب في مصر الناصرية او في العراق وسوريا البعثيتين ، كذلك الحال بالنسبة لما يسمى باللجان الثورية لم يكونوا في الاصل سوى طلابا أو تجارا أقاموا لبعض الوقت في ليبيا القذافي فسحرهم الكتاب الاخضر وألهب مشاعرهم الراحل معمر القذافي بخطبه الرنانة وهكذا. غير ان الخطير في الحالة الايرانية هو انها تستهدف العقيدة مباشرة ، ثم أن العقيدة الشيعية هي عقيدة تصادمية حيث تد فع بمعتنقها الى قطع جميع حبال الود مع محيطه السني فلا يعد يرى فيهم سوى انهم قتلة الحسين رضي الله عنه و انهم من سلب عليا كرم الله وجهه الخلافة والعصمة المطلقة وأنهم قتلة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ... ولا حول ولا قوة الا بالله . يجب ان ندرك قبل فوات الأوان ان ايران وإسرائيل هما وجهان لعملة واحدة ، وان الخطر الإيراني هو الأكثر جدية و خطورة لكونه يسعى الى تغيير عقائد الناس ومن ثم تغيير انتماءاتهم وولاءاتهم ما يؤدي الى نشوء مكون جديد او طائفة جديدة في المجتمع تناصبه العداء وتختلف معه في كل شيء . وإذا كانت السفارة الاسرائيلية في نواكشوط قد اغلقت ارضاء لتطلعات الشعب الموريتاني ووفاء لأهلنا في فلسطين وكل الاراضي العربية المحتلة ، رغم ان اسرائيل لا تسعى لنشر اليهودية في موريتانيا او خارجها ، فأنه يتعين علينا في خطوة شجاعة مماثلة الاسراع بإغلاق السفارة الايرانية في انواكشوط وفاء لأهلنا في سوريا والعراق و لبنان والبحرين والإمارات العربية المتحدة التي تحتل ايران جزءا من اراضيها ، وقبل هذا كله يجب غلق هذا الوكر حماية لعقيدة المجتمع الموريتاني الذي يعصف به الفساد والفقر والبطالة والطبقية المقيتة وتراتبية القرون الوسطى وهي امراض كفيلة وحدها بتهديد سلمه الاهلي ، فكيف بنا اذا نجح المشروع التبشيري الايراني وأصبح مألوفا في شوارع نواكشوط ولعيون وانواذيبو لعن ابوكر الصديق وعمر الفاروق والطعن في عرض ام المؤمنين عائشة رضي الله عنهم اجمعين ؟ .. حينئذ سيندم الجميع حين لا يجدي الندم . ولله الامر من قبل ومن بعد .