هذا زمن الفتن !! / محمد حسن ولد أمحمد

altنلوم زماننا والعيب فيينا ...

سنقول كعادتنا الجملة المفضلة لدينا " لا غرابة " ولم لا يستحضرها بسرعة سيقول "عادي " ليبقى الأمر كما كان هذه حياتنا في "هذا الزمان " لانفهم الواقع وطبعا لانملك لا الجرأة ولا الوسيلة لتغييره مهما كان بائسا مزريا ..

ولسنا سواء في شيء لايجمعنا خيار ولايوحدنا قرار , سيدنا متمصلح يبيع وطنه بعرض من الدنيا ويجعل الدولة حظيرة لرجال القبائل يعرضون فيها قوتهم ونفوذهم وليصنعوا الثروة والجاه على حساب الوطن والشعب والمصير...

إن الزمن الذي نعيش فيه له خصوصيات فهو لغز وهو القدر وكل مايرد علينا فيه وحي ومصير محتوم وأمر مقضي يجب أن نسلم له ونسلم به من قبل ومن بعد !!

بلادنا وشعبنا بينهما تناقض , ومصالحهم متباينة ولا يمكن لعقليتنا الناضجة ولا لحكمتنا البالغة أن تستوعب مدى حاجة البلاد ولا مدى التطور الذي بلغته البلاد اليوم فمستوى الإنجازات والفتوحات المتواصلة يفوق قدرتنا على الملاحظة و الحصر.. الله أعلم !

كثير على الشعب ما يعيشه اليوم من رغد ورخاء في العيش .. والعزيز المحترم لا يسألكم رزقا هو يرزقكم ويبعد عنكم الحزن ويستغفر لكم الله عن ذنوبكم التي اغترفتموها في السابق وأكلكم المال العام بغير حق ...

بكل عفة وطهارة يقسم السيد الرئيس ثروات هذا البلد بين أبناء عمومته المحترمين نحن لا نفهم السيد الرئيس ولا نستوعب تطلعاته فهو حاشاه من أن يقارن نفسه بالشعب (الفقراء) بل هو يتطلع إلى ما وراء ذالك يقارن نفسه بالأمير الوليد بن طلال مثلا وأمير قطر وأمراء البحرين والكويت (طبعا) من الناحية المادية فقط فهي الأهم بالنسبة للسيد عزيز !

نحن لسنا دولة ديمقراطية !

حاشا لله أن نكون من الجاهلين نحن لن نحتاج التغيير بعد اليوم فالجنرال الذي يحكمنا لايعتمد في حكمه للبلاد على خارطة ديمقراطية سياسية لممارسة الحكم وهو يتعامل بكل "حكمة " مع كل من سينازعه الأمر أو ينتقده أو ينافسه في أي مجال من مجالات الحكم أو التجارة أو الزبونية أو الرشوة ...

من يحكم البلاد الآن ؟

حقيقة النظام العسكري الذي يحكم البلاد اليوم باتت مكشوفة وصفقاته المشبوهة باتت على كل لسان من يصدق ومن لا يصدق فنحن شعب القصص والحكايات لا ندقق ولا نهتم كثيرا بمن يحكمنا ولا بكيف يحكمنا هذا النظام أو ذاك المهم هو أن تُنسج لنا حكايات وشائعات ومهرجانات نغني ونرقص ونستعد للانقلاب التالي فهو سيحتاج إلى من يصفق له وإلى من يلمع صورته ويحوله من انقلاب على الشرعية والدستور إلى حركة تصحيحية مباركة تحمل لنا من الغيب جنرالا جديدا كتبت له خطا سيمشيها على جثة هذا الشعب المسكين .

إلى متى ؟

لا أحد يملك جوابا .

لأننا لانعي الفارق بين الحقيقة وبين الرؤى التي ندرسها والتي نستقيها من قادتنا (العساكر) ومن جمهور مثقفينا مع أننا إلى الآن لانتفق على تعريف جامع للمفهوم الثقافة ! فالثقافة بالنسبة للجهات الرسمية تعني محاربة الأمية ومحاربة الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس ومحاربة الملاريا .. وبالنسبة للمثقفين والهيئات المدنية هي أن تمتلك منبرك الخاص وتطيل شعر رأسك أو تلازم العمامة أو تدخن بشره ...

إن المرحلة القادمة عبارة عن مرحلة صراع ومخاض بل هي مرحلة " فتنة كبرى " تحد من الخيارات وتضع نهاية لسنوات من الجمود والركود الذي نخر عظام هذه الأمة وأصابها بالشلل وأغرقها في ظلام العساكر.

 

محمد حسن ولد أمحمد
صحفي وكانت
[email protected]

9. مايو 2013 - 9:02

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا