وضعت الحرب أوزارها ..أم أسدل الستار علي الفصل الأول من مسرحية المشاغبين .. أمور خطيرة علي أمن المواطن الموريتاني وثروته ومؤسسات دولته الضعيفة أصلا ، لكنها ليست كذلك بالنسبة للاعبين الأساسيين في تلك الأحداث الغامضة والمليئة بالمفاجآت (بين بوعماتو وعزيز) ... فماهي الأهداف الحقيقية لهذه التمثيليات العبثية؟
رجل الأعمال المثير للجدل بثروته الطائلة والتي كونها في وقت قياسي ..واستخدم كل السبل في توفيرها وتنميتها هذا الرجل أصبح في عهد ولد الطايع المدير الفعلي لأعمال العائلة والمالك المعلن لأموال أهل الطايع ودل علي ذلك مستوي التسهيلات والخدمات التي سخرت له من طرف الوزراء والمسؤولين العموميين وظل الرجل يقود جناح المال والأعمال في نظام ولد الطائع ..إلي أن حدث ما حدث من انهيار للنظام وتداعيه للسقوط مرتين علي الأقل، مما أيقظ ضمير الحاشية والبطانة المستفيدة إقتصاديا منه بأجنحتها العسكرية والمدنية وعندها تقرر سريعا في عتمة ليل غادر تدبير الأمر بين الأجنحة (في البطانة) و نسجت الخيوط وانطلقت الإعلانات الأولية منذرة ببداية الفصل الأول من المسرحية .
أستعير خطاب المعارضة الديمقراطية وأبواقها وحتي بعض رجالاتها لتمثيل أدوار مهمة في ذلك الوقت وتأخر اللاعبون الكبار خطوة إلي الوراء واحتل الواجهة مبشرون بعهد جديد طالما حلمت به المعارضة والشعب الموريتاني ... ومثل صقور القوات المسلحة أدوارهم "البطولية" بقوة واقتدار وبرزوا في بذلاتهم الأنيقة وخطواتهم المبهرة وانضباطم الحازم .. وجادت قرائح الكتاب والمثقفين والشعراء والصحفيين والمطربين بكل ألوان الديكور من الأدب والفن والدعاية والشعر .... وتعالت أصوات المحرومين والفقراء والمظلومين والسجناء واستبشر الجميع خيرا
واندهش العالم العربي لهذا المشهد البديع وهذا الجيش العظيم الزاهد في الحكم والمخلص لإدرادة شعب عربي علي غير عادة حكامه وجيوشه ..ورفع المصريو ن العلم الموريتاني وكتبوا شعار ( أين الجيش الموريتاني ؟؟؟)
ولكن المشاهد في المسرحية الموريتانية خرجت سريعا عن إيقاعها الأول وبشكل انقلابي مفاجئ جري التلاعب بالدستور وسجن الرئيس المدني المنتخب(المكسب الموريتاني الوحيد بعد سقوط ولد الطايع) وصمت العالم متحيرا متعجبا إلا "هيكل" ذلك العجوز الذي طالما خاصمه المثقفون عندنا وحده الذي أدرك حينها أن ( التغيير لا يأتي من الهامش) وسخر من فرحة العرب بإنقلاب موريتانيا وجيشها ..
واستمرت الأحداث بوتيرة متصاعدة في اتجاه معكوس وبدأت تظهر تصرفات يمتزج فيها الجد بالهزل (محاربة الفساد ---/-- إذا أراد الوزير الأول المسجون بتهمة الفساد أن نطلق سراحه فليأكل شيئا من الأرز الفاسد) .(يغرم بيجل بمائة مليون --/--تدفع له مائة مليون مقابل الحوار). (يسجن وزير آخر لسنتين بتهمة سرقة المال العام --/-- يطلق سراحه مقابل وساطة يتراجع بموجبها مامير عن اتهام عزيز برعاية تجارة المخدرات) ( يطلق الرصاص الحي علي الرئيس --/--يكرم مطلق الرصاص ويمنح إجازة نوعية في أوربا)(تمتلئ الخزائن بالنقود--/--يعبث شاب من أقرباء الرئيس بمرتبات الجنود ).
ليس الهزل فحسب هو ما طبع السنوات الأخيرة بعد مشهد دكار في المسرحية ذاتها ولكنه الشغب أيضا هوما بدأنا نشاهده في هذا الفصل من "مسرحية المشاغبين"
بوعماتو يتصدر المشاهد كلها في حملات الترويج لإنقلابات عزيز ويلعب الأدوار الصعبة والخفية في المسرحية المعدة سلفا (الأيام الأخيرة لولد الطايع) ثم يغادر البلاد مغاضبا ويسرح ويمرح في العالم من حولنا والنظام يرفع في وجهه عصي الفساد والتهرب الضريبي ...وتبدأ المعركة ويجتمع "مجلس عزيز" كل خميس ليصدر البيانات وينفذ مدير البنك المركزي " القرارات التاريخية في معركة عزيز ضد الفساد"- بعبارة حزب المولاة- ويزأر أنصار بوعماتو ويحتشدون ويتهددون ولكن الجميع في هذه المعركة الوهمية متفق أشد الإتفاق علي أن يتجاوز طرف الخطوط الحمراء (جعجعة بلا طحين) ومعركة الخاسر الوحيد فيها هو الدولة الموريتانية والشعب الموريتاني .
كيف يضيق علي الإقتصاد الوطني ويكلف الخسائر تلو الخسائر ؟،تغلق البنوك.؟ ويوقف العمال عن العمل .؟ ويوعد الأبرياء في السجن ؟، كل ذلك لمجرد نزوات فردية وتصرفات طائشة لأشخاص مشاغبين .
المعركة إذا كانت تمثيلية و لم تكن حقيقية بكل المقاييس والممثلين فيها كانا مشاغبين بامتياز ولحظة الجد لم تحن بعد لأن الشعب الموريتاني لم ينتبه جيدا لما يجري من حوله .
أمثال هؤلاء أيها الشعب الموريتاني في تونس واليمن ومصر ...إما هاربون أو مسجونون...
الحاج ولد المصطفي [email protected] .
بسم الله الرحمن الرحيم
بوعماتو وعزيز (في مسرح المشاغبين)
وضعت الحرب أوزارها ..أم أسدل الستار علي الفصل الأول من مسرحية المشاغبين .. أمور خطيرة علي أمن المواطن الموريتاني وثروته ومؤسسات دولته الضعيفة أصلا ، لكنها ليست كذلك بالنسبة للاعبين الأساسيين في تلك الأحداث الغامضة والمليئة بالمفاجآت (بين بوعماتو وعزيز) ... فماهي الأهداف الحقيقية لهذه التمثيليات العبثية؟
رجل الأعمال المثير للجدل بثروته الطائلة والتي كونها في وقت قياسي ..واستخدم كل السبل في توفيرها وتنميتها هذا الرجل أصبح في عهد ولد الطايع المدير الفعلي لأعمال العائلة والمالك المعلن لأموال أهل الطايع ودل علي ذلك مستوي التسهيلات والخدمات التي سخرت له من طرف الوزراء والمسؤولين العموميين وظل الرجل يقود جناح المال والأعمال في نظام ولد الطائع ..إلي أن حدث ما حدث من انهيار للنظام وتداعيه للسقوط مرتين علي الأقل، مما أيقظ ضمير الحاشية والبطانة المستفيدة إقتصاديا منه بأجنحتها العسكرية والمدنية وعندها تقرر سريعا في عتمة ليل غادر تدبير الأمر بين الأجنحة (في البطانة) و نسجت الخيوط وانطلقت الإعلانات الأولية منذرة ببداية الفصل الأول من المسرحية .
أستعير خطاب المعارضة الديمقراطية وأبواقها وحتي بعض رجالاتها لتمثيل أدوار مهمة في ذلك الوقت وتأخر اللاعبون الكبار خطوة إلي الوراء واحتل الواجهة مبشرون بعهد جديد طالما حلمت به المعارضة والشعب الموريتاني ... ومثل صقور القوات المسلحة أدوارهم "البطولية" بقوة واقتدار وبرزوا في بذلاتهم الأنيقة وخطواتهم المبهرة وانضباطم الحازم .. وجادت قرائح الكتاب والمثقفين والشعراء والصحفيين والمطربين بكل ألوان الديكور من الأدب والفن والدعاية والشعر .... وتعالت أصوات المحرومين والفقراء والمظلومين والسجناء واستبشر الجميع خيرا
واندهش العالم العربي لهذا المشهد البديع وهذا الجيش العظيم الزاهد في الحكم والمخلص لإدرادة شعب عربي علي غير عادة حكامه وجيوشه ..ورفع المصريو ن العلم الموريتاني وكتبوا شعار ( أين الجيش الموريتاني ؟؟؟)
ولكن المشاهد في المسرحية الموريتانية خرجت سريعا عن إيقاعها الأول وبشكل انقلابي مفاجئ جري التلاعب بالدستور وسجن الرئيس المدني المنتخب(المكسب الموريتاني الوحيد بعد سقوط ولد الطايع) وصمت العالم متحيرا متعجبا إلا "هيكل" ذلك العجوز الذي طالما خاصمه المثقفون عندنا وحده الذي أدرك حينها أن ( التغيير لا يأتي من الهامش) وسخر من فرحة العرب بإنقلاب موريتانيا وجيشها ..
واستمرت الأحداث بوتيرة متصاعدة في اتجاه معكوس وبدأت تظهر تصرفات يمتزج فيها الجد بالهزل (محاربة الفساد ---/-- إذا أراد الوزير الأول المسجون بتهمة الفساد أن نطلق سراحه فليأكل شيئا من الأرز الفاسد) .(يغرم بيجل بمائة مليون --/--تدفع له مائة مليون مقابل الحوار). (يسجن وزير آخر لسنتين بتهمة سرقة المال العام --/-- يطلق سراحه مقابل وساطة يتراجع بموجبها مامير عن اتهام عزيز برعاية تجارة المخدرات) ( يطلق الرصاص الحي علي الرئيس --/--يكرم مطلق الرصاص ويمنح إجازة نوعية في أوربا)(تمتلئ الخزائن بالنقود--/--يعبث شاب من أقرباء الرئيس بمرتبات الجنود ).
ليس الهزل فحسب هو ما طبع السنوات الأخيرة بعد مشهد دكار في المسرحية ذاتها ولكنه الشغب أيضا هوما بدأنا نشاهده في هذا الفصل من "مسرحية المشاغبين"
بوعماتو يتصدر المشاهد كلها في حملات الترويج لإنقلابات عزيز ويلعب الأدوار الصعبة والخفية في المسرحية المعدة سلفا (الأيام الأخيرة لولد الطايع) ثم يغادر البلاد مغاضبا ويسرح ويمرح في العالم من حولنا والنظام يرفع في وجهه عصي الفساد والتهرب الضريبي ...وتبدأ المعركة ويجتمع "مجلس عزيز" كل خميس ليصدر البيانات وينفذ مدير البنك المركزي " القرارات التاريخية في معركة عزيز ضد الفساد"- بعبارة حزب المولاة- ويزأر أنصار بوعماتو ويحتشدون ويتهددون ولكن الجميع في هذه المعركة الوهمية متفق أشد الإتفاق علي أن يتجاوز طرف الخطوط الحمراء (جعجعة بلا طحين) ومعركة الخاسر الوحيد فيها هو الدولة الموريتانية والشعب الموريتاني .
كيف يضيق علي الإقتصاد الوطني ويكلف الخسائر تلو الخسائر ؟،تغلق البنوك.؟ ويوقف العمال عن العمل .؟ ويوعد الأبرياء في السجن ؟، كل ذلك لمجرد نزوات فردية وتصرفات طائشة لأشخاص مشاغبين .
المعركة إذا كانت تمثيلية و لم تكن حقيقية بكل المقاييس والممثلين فيها كانا مشاغبين بامتياز ولحظة الجد لم تحن بعد لأن الشعب الموريتاني لم ينتبه جيدا لما يجري من حوله .
أمثال هؤلاء أيها الشعب الموريتاني في تونس واليمن ومصر ...إما هاربون أو مسجونون...
الحاج ولد المصطفي [email protected] .