صرخة من قرية توروكيلين / محمد الإمام ولد ناجين

altلقد تعددت أشكال الفساد في بلادنا واختلفت أنواعه فمنه الفساد المالي إلى الإداري وغياب العدالة في توزيع الوظائف والدخل ولم يكن أبناء قرية توروكيلين بمنأى عن ذلك الإقصاء مع كونهم من حملة الفكر والعلم فمنهم الفقهاء والعلماء وخريجو الجامعات من مختلف التخصصات العلمية والإنسانية التي يحتاجها البلد لكن

 ومع تعاقب الأنظمة التي حكمت البلاد ظل التوظيف في المناصب العامة في الدولة يعود إلى المحسوبية والزبونية أكثر من اعتبار الكفاءة العلمية والمهنية وقد عانى أبناء قرية توروكيلين من التهميش والاقصاء للاعتبارات السابقة.

قرية توروكيلين ذات البعد الثقافي العريق تأسست هذه القرية على بئر تم إنشاؤها من لدن الساكنة وبمجهود اجتماعي بحت حيث لم يكن للدولة الموريتانية دخل في إنشائه وكان ذلك سنة 1976م رغم صعوبة الزمان وشح الوسائل أبت هذه الساكنة إلا أن يكون هناك نوع من التقري بعد تأسيس هذه البئر وقد قامت ساكنة القرية بممارسة الزراعة المطرية في تامورت توروكيلين1 وتوروكيلين2 وكانت مصدرا من مصادر العيش مع حضور التنمية الحيوانية موازاة مع ذلك وكان التعليم المحظري سيد الموقف حيث كانت هناك محظرة قرآنية تقوم بدور تعليمي ريادي في إشعاع العلم السلمي الاجتماعي تدرس القرآن الكريم ومتون الفقه واللغة العربية ولم يكن التعليم العصري المدرسي الوافد الطارئ بمنئى عنها حيث وضع الحجر الأساسي لأول قسم سنة 1978-1979م وكان تحت خيمة من الوبــر ثم انتقل به الحال إلى عريش وكان جل تلامذته من أبناء القرية و أبناء الساكنة التي كانت تجوب الأرض شرقا وغربا بحثا عن الماء والكلأ.

وقد أقيمت أول مسابقة لدخول السنة الأولى الإعدادية سنة 1984 تجميعا مع قسم كان يوجد في شقيقتها لتفتار التي لا تبعدها إلا 1 كم جنوبا وقد تجاوزت نسبة النجاح 70%.

تمتد المساحة المزروعة في القرية إلى حوالي 8 كم2 استفادت من سياج ممول من لدن رابطة التنمية الجماعية بالقرية.

وتعاني القرية من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب حيث تعاني شبكة المياه القديمة في القرية من ارتفاع شديد في نسبة الملوحة الناتج عن ارتفاع نسبة لكلور داخل المياه مما جعل الساكنة والقرى المجاورة تعتمد على جلب الماء من بئر أنشئت بمجهود أحد أعيان القرية رحمة الله على روحه وبوسائل بدائية.

تطالب القرية السلطات العمومية بإنشاء سد بمواصفات تضمن الاستفادة من المياه الموسمية في المجالات الزراعية كما تطالب بفك العزلة عنها وخصوصا في موسم الخريف حيث لا تبعد إلا 1 كم عن الطريق الذي يربط صنكرافة بالمجرية كما أن القرية لم تستفد من خطة أمل الأخيرة وبها نقطة صحية تم بناؤها من طرف الهلال الأحمر لكن لا يوجد بها ممرض حتى الآن مما جعل المرضى ينتقلون إلى المجرية أو نواكشوط، أيضا توجد بالقرية مدرسة مكتملة الأقسام لكنها تعاني من نقص في الحجرات وطاقم التدريس رغم قيام بعض شباب القرية بمبادرة من أجل إعادة تجهيز المدرسة.

ونحن هنا إذ نضع السلطات العمومية في البلد ممثلة في رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وحكومته في الصورة الكاملة عن معانات هذه القرية لنرجو منكم إيجاد حلول عاجلة لهذه المشاكل وأملنا كبير في إيجاد آذان صاغية لصرختنا هذه قبل استفحال تلك المشاكل وخروجها عن السيطرة مما قد ينعكس على حياة السكان ويزيد من معاناتهم.

[email protected]

11. مايو 2013 - 10:35

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا