يا وطني .. كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التى تحترف الحرية
نزار قباني..
كانوا احد عشر كوكبا في مدينة لا رسولا فيها إلى ويسال الناس إلحافا
كانوا يراقبون كل الكتابات وكل الجرائد التي تصدر عن السلطان,,,
كانوا يكتبون حروفهم تحت الطاولة.. وحتى دفاترهم حفظوها تحت الطاولة..
كان المخبر صحفيا.. والجاسوس محررا.. والعميل مراسلا .. وحتى الخباز ناشرا..
كانت الحرية المسكينة سجينة.. وكان الرأي انتحارا ..وساد الظلم وعاث الأقوياء في الأرض فسادا..
تحولت المدينة إلى مخافر للشرطة ..كممت الأفواه وصودرت كل الكتب التي تعلم الكواكب كيف تنير ..وكيف تضيء ..حتى صفير أمعاء المطحونين بات جريمة في عهد السلطان..
رحل السلطان وحل أخر
تنفست المدينة أكسجين الحرية الذي سرقوه الجواسيس والعملاء والمخبرين والخبازين من شعب وئدت كل أحلامه الوردية الجميلة..
حرر الفضاء السمعي البصري وكانت الكواكب الإحدى عشرة سعيدة بميلاد مدينة جديدة للحرية المقدسة كما قرؤوا عنها في كتبهم السماوية..
نزلوا في أزقة المدينة يزفون البشرى ويشكلون جسورا تمر بها صرخات المحرومين والمهمشين والمعذبين...
كانوا يحلمون بحرية تضمن الحقوق وتهدي لروادها هدايا من الاعتراف بان الكواكب قادرة بان تقضي على رسل تسال الناس إلحافا
مضى عام على قرار السلطان فوجدوا الكواكب أنفسهم عبيدا, فأدركوا أن المدينة التي كانوا يحلمون بها أيام السلطان كانت وهما من خيال الفلاسفة وصناع القرار..فاستحضروا ان من يعيش في خوف لن يكون حرا أبدا فغادروا حظيرة العبيد نحو نجاشي ذكر لهم في المدينة يحمي الارقاء من بطش ملاكهم الذين لا يرحمون فإما أن تكون جاسوسا لديهم أو عبدا مطيعا..