فلسفة الفقر / محمد حسن ولد أمحمد

محمد حسن ولد أمحمدفي أحياء الفقر(الترحيل) التي خلقتها عبقرية هذا النظام يطالعك البؤس في كل مكان في فالشوارع قد امتلأت بالناس والأصوات والروائح والوجوه مثل الأرض كالحة شاحبة حزينة .. وقد اعتادوا كل يوم على أن يقفوا في الطوابير تحت أشعة الشمس الحارقة للحصول على كيلوغرام من الارز أو من السكر أو ليتر من الزيت .. في وطن غني بثرواته وقلة كثافته السكانية .

ويعلنها الرئيس صراحة أنه "رئيس الفقراء " وأنه ترأس لأنه يحس بهم وأنه وحده القادر على إنتشالهم من ظروفهم "المزرية" الحالية !!!

  جهلا منه أن المستقبل سيكشف زيف هذه الإدعاءات وكذب هذه الإيحاءات السامة التي جعلت المواطنين (الفقراء) ينتخبونه رئيسا للبلاد!

ففلسفته التي كانت تدعي إيجاد حلول جذرية لمشكلة الفقر التي تحول حياة الموريتانيين إلى جحيم لايطاق أفلست ! ودائرة الفقراء اتسعت !

يعلنها (عزيز) صراحة أنه "رئيس الفقراء " وأنه محارب الفساد والمفسدين وكشفت لنا الأعوام التي حكم فيها أنه كما تقول مواطنة تظهر كل يوم على شاشة التلفزة  "أنه أكبر المفسدين" لا غرابة فحربه على الفساد والمفسدين تحولت إلى حرب ضد أعداء مصالحه السياسية والتجارية أي في السياسة والسمسرة نعم فهو رئيس متعدد المواهب !

يعلنها (عزيز) صراحة أنه "رئيس الفقراء " وأنه سَيُسَيِر المال العام وسينفقه في حل مشاكلهم العالقة من نشأة هذه الدولة إلى الآن !

ولكن أدركنا بعد أن تمكن العزيز من السلطة أن المال العام ثروته الشخصية ينفقها على مشاريعه ومؤسساته ويساوم به من يعرض ذمته للبيع ويشتري به أقلاما تلمع صورته وجرائد تكتبه عنه و...

ولكن بعد أن أفلست فلسفة الفقر التي حكم بها هذا النظام منذ استلامه حكم هذه البلاد بدأ الشعب يعي أن هذه الفلسفة لن تزيده إلا فقرا وجهلا وحرمانا وأن المطالب التي رفعها هذا الشعب لم تتحقق وكل صوت مطالب بحقوقه في هذه البلاد يقمع وتمارس عليه كل أنواع الضغوط كما في حالة حمالة الميناء (الفقراء) الذين تظاهروا وكحالة عمال حمالة السوق (الفقراء) الذين تظاهروا وكما في حالة الجماعات التي ترابط أمام قصر "رئيس الفقراء" مطالبة بأبسط مقومات الحياة (الماء) والشباب العاطل عن العمل والدكاترة العلميين العاطلين عن العمل وسكان أحياء الفقر (الترحيل والكزرات) فضلا عن المطالبين بحقوق وحريات سياسية الكل لهم نفس المعاملة في ميزان العبقرية الفذة لهذا الجنرال "العزيز" والكل لهم نفس المعاملة القمعية في فلسفة هذا النظام الفقير من المبادئ والقيم .

لم يكتفي هذا النظام بذالك بل جند جيشا من حوله للدفاع عن فلسفته (الفقر) ليقنعونا (نحن الفقراء) بأن النظام وفلسفته (المفلسة ) أمر واقع .. أمر من الله لابد أن نتقبله ونرضى به ونتأقلم معه .

ولكن هيهات إن هذا الشعب بدأ يمتلك إيمانا لا يتزعزع بأن مطالبه وآماله مشروعة .. وأن تحقيقها هو إرادة الله . فالله عادل كريم ..إذن لابد أن تتحقق العدالة والكرامة .. والله خلق الإنسان ليكون إنسانا , لا حيوانا , وخلق الحيوان ليكون حيوانا لا يعيش كالإنسان كريما رفيعا .

16. مايو 2013 - 23:48

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا