مايو يا شهر الأفراح والأتراح / أسند ولد محمد سيدي

مذبحة إذاعة موريتانيد الأخيرة في حق خيرة شبابها ، وقبلها مجزرة إذاعتي كوبني ونواكشوط الحرة التي راح ضحيتها بعض صحفييهما ليست إلا تجليات لواقع فظيع تعيشه بعض إن لم تكن كل الكيانات الإعلامية الجديدة كنت قد دققت ناقوسه في شهرنفمبرالماضي عبر مقال حمل عنوان الإعلام الحربين الاستغلال و الاستقلال .

نبهت فيه حينها إلي التجاوزات الفاضحة والاستغلال الممنهج لتلك الطاقات الشبابية المتدفقة ولا أخفيكم أن ذلك المقال قوبل بالاستياء والتذمر داخل بعض تلك المؤسسات إلي درجة أن المواقع التابعة لها رفضت نشره وقررت فيما بعد عدم نشر أي من مقالاتي كما لا أخفيكم أيضا أني غير نادم إطلاقا علي أي كلمة سطرتها فيه وأنام قرير العين لأني عالجت ذلك الموضوع المسكوت عنه بما استطعت من تجرد واستقلالية وربما ساعدني أني لم أقدم طلبا أو أعمل في أي من هذه المؤسسات جميعا وأتحدى أيا منها أن يثبت العكس ، لقناعتي الراسخة أنها تعيش حالة تخبط قد تستمر طويلا وقد تتحول في أية لحظة إلي موت سريري.

والآن ونحن في شهر الصحافة وقد مرور أسبوع احتفالية الذكرى العشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة مرور الكرام بما طبع أيامه ولياليه من نشاطات متنوعة غابت عنها روح العمل الجماعي ، لتجسد بكل أسف ما تعيشه صحافتنا من تشرذم وفرقة يتجلي في النقابة والرابطة وتجمع الناشرين والمواقع والمحررين والشبكة والإتحاد وغيرها من ا لأسماء والمسميات التي تعكس واقعا أليما ينخر الجسم الإعلامي منذ فترة و كان حريا أن يتم استغلال المناسبة للتقريب بين جميع هذه الكيانات ولما لا محاولة صهرها في بوتقة واحدة تعيد اللحمة المفقودة وتسهل العمل الجماعي مادامت التحركات الفردية لا تفضي إلي شيء اللهم إلا بقاء الوضع علي ما هو عليه وبالتالي استمرار حالة اللاموت واللاحياة ،ومع ذلك يبقي الأمل قائما في أن يحمل الغد حلحلة لهكذا وضع وأن تكون الاحتفالية المقبلة أكثر ألقا وحميمية ، بحيث يكون هنالك أجماع مستقبلا علي برمجة جوائز لبعض الشخصيات التي تخدم الإعلام ومؤسساته سواء تعلق الأمر بالخصوصي منه أو العمومي حتى يكون ذلك حافزا للعطاء والمنافسة علي بذل الأفضل والأحسن

وليسمح لي الزملاء في مهنة المتاعب في أن أرفع بسمهم القبعة إجلالا وتقديرا للمدير العام للوكالة للموريتانية للأنباء السيد يربه ولد أسغير الذي من وجهة نظري المتواضعة يستحق الإشادة والتكريم بوصفه فارس الموسم المناصر لقضايا الصحافة والمحترم للصحفيين وعن جدارة واستحقاق يتم منحه وسام الامتنان الصحفي جزاءا وفاقا لما بذله من جهد جهيد وبصمت في سبيل رفعة ورقي مؤسسة الوكالة الموريتانية للأنباء وعمالها انعكس عليهما بكل وضوح حتى صار حديثا لأهل القلعة الزرقاء في مقاطعة لكصر،وأمتد خارجها ليثير الحيرة والتساؤل في المؤسسات الصحفية الأخرى الرسمية والمستقلة علي حد سواء، وصدقوني لقد عملت جاهدا علي فتح خانة لسيئات الرجل مع عماله لكني فشلت في الحصول علي واحدة ، فإضافة إلي تسديده لشهور عدة من متأخرات عمال المؤسسة التي ظلت عالقة لفترة طويلة قبل مجيئه للوكالة وتسوية مشكل التشجيعات المثير للجدل ووضعه لبرنامج سلم الارتقاء الوظيفي داخل المؤسسة بصورة شفافة وأوتوماتكية استقطبت رضي جميع المعنيين ،احتفظ الرجل أيضا بعلاقة طيبة يطبعها الاحترام والود مع عماله وموظفيه وهو ما يتجلى بصورة أوضح من خلال تركيزه في خطته العملية بالمؤسسة علي جانب المصادر البشرية والتحسين من أوضاعها ليمتد الاهتمام بعد ذلك إلي الجانب البنيوي بعد اقتناء عدد من السيارات الجديدة لتعزيز أسطول الوكالة المتهالك.

لكن حادثة الاعتداء الأخيرة الغاشمة علي ممثل الوكالة الموريتانية للأنباء من قبل الوالي المساعد لولاية نواكشوط شكلت الاختبار الحقيقي لجدية الرجل ومدى تشبثه بمبادئه في العلن دون محاباة أو تزلف حيث وقف بكل وضوح شادا لأزر الضحية ومباركا لقرار تم تبنيه علي عجل يوم الحادثة يقضي بمقاطعة كل أنشطة الولاية ما لم يتم اتخاذ خطوات عملية وحقيقية تنصف المعتدي عليه وليظهر للكل بما لا يدع مجالا للشك أن وراء الجندي المحارب مؤسسة تحميه وتذود عنه عكسا لما جرت عليه العادة في الأمس القريب في مؤسسات إعلامية رسمية نكل بعمالها وهم يزاولون عملهم الرسمي فلم يجدوا منها إلا الخذلان والتجاهل.

أسند ولد محمد سيدي

صحفي

17. مايو 2013 - 13:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا