نظرا للكثير من الشكاوى التي تصلنا في منظمة السلامة والصحة المهنية والمحافظة على البيئة في موريتانيا من الساكنة المتضررة من دخان المصانع خاصة في منطقة نواكشوط الشمالية-المنطقة الصناعية-فإننا في المنظمة رأينا أن نكتب عن دخان المصانع، إشكالية التلوث وأضراره المحتملة والطرق العلمية، لنقص الانبعاثات الغازية، حتى نسهم في بلورة تصور واضح نقدم فيه توصيات للجهات المسؤولة عن التلوث وكذلك الجهات الوصية.
يعتبر التلوث الناتج عن المصانع من أكثر مصادر الهواء فتكا وانتشارا وخطورة أيضا، لما تحتويه الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون، الميتان، وغازات وجزيئات أخري، تأثر هذه الغازات على المستنشق لها بتأثيرها على وظائف الجهاز التنفسي مما تسببه من حالات الربو و السعال الجاف خاصة بين صفوف الأطفال, وتشير الدراسات العلمية الحديثة أن هذه الملوثات تأثر سلبا على نظم القلب و الأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي , ضف الي ذلك تدهور طبقة الأوزون، التي تحافظ عل كوكب الأرض، وتحميه من الأشعة الفوق بنفسجية الضارة، مما يتسبب في انتشار أنواع السرطانات المختلفة .
الإجراءات الخاصة بالمصانع لأنها هي مصدر التلوث يجب عليها وضع خطط للحد من الانبعاثات الدخانية المرتبطة بها هي:
-وضع الفلاتر على المداخن الخاصة بالمصانع؛ حتى نقلل من انبعاث الغازات السامة الى أدني حد
-استخدام لأجهزة الخاصة بتصفية، وتنقية الأبخرة الضارة، والغازات
-عدم إحراق النفايات والاستفادة منها من خلال إعادة تدويرها
-إلزام المصانع باستخدام أجهزة قياس الانبعاثات ومراقبتها
- منع المصانع من إطلاق أي غازات أكثر من الحد المسموح به، بشكل يومي
-تشجير النباتات من أجل زيادة نسبة الأكسجين وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون
-القيام حملات توعية دورية بالتعاون مع الجمعيات البيئية المتخصصة
الإجراءات التي تقع بشكل مباشر على الجهات الوصية الدولة، حيث يمكنهم القيام بوضع الحد والقوانين التي تعمل على الانضباط بشكل كبير، للحد من دخان المصانع الملوثة للبيئة، ولهذا فان هناك عدد من الحلول والتي تتمثل في البنود التالية:
-الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح
-التقليل من استخدام الملوثات مثل السيارات المتهالكة مثلا، والتقليل من استخدام الطاقة
- بناء المصانع على أطراف المدينة، بعيدا عن الاحياء السكنية، والتربة والمياه التي تستخدمها الكائنات الحية بشكل عام
-وضع عدد من القوانين والتعليمات التي تحد من الاستهلاك العام لطاقة التي تعتمد على المحروقات
-المشاركة في القمم الدولية للحد من التلوث وتطبيق التوصيات الصادرة عن قمة المناخ العالمية السنوية.
-تنظيم ورشات علمية لمناقشة الحد من التلوث محليا والأليات الكفيلة بها.