رد علي مقال د. اعل الشيخ احمد الطلبة / ذ. أباه أسويليمة بوسيف

شاءت عليك الأقدار يا ابن أحمد (الطلبة) بأن تهاجم ابن جلدتك الصحراويين وهم يخلدون الذكري الأربعين لتأسيس جبهتهم الصدامية (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) ممثلهم الشرعي والوحيد طبقا للقرارات الأممية.

وعلي العموم أخي الكريم واحتراما لحرف (د) الذي سبق اسمكم الكريم فإن البحث العلمي يتطلب مقارنة المعلومة بنقيضها حتي نتوصل للحقيقة او النتيجة او القاعدة العلمية، وعليه سيدي الكريم لنبدأ بمقدمتكم التي ذكرتم فيها الحراك الذي تعرفه قضية الصحراء الغربية دون أن تشيروا ولو بكلمة واحدة عن طبيعة ذلك الحراك وهنا انتهز الفرصة لأذكرك بأن الحراك الذي تتكلم عنه هو عبارة عن انتفاضة شعبية انطلقت شراراتها منذ العام 2005 في كل مدن الصحراء الغربية المحتلة من طرف النظام المغربي المخزني هذه الانتفاضة التي توجت بحدثين بارزين أولهما أحداث اكديم ازيك اكتوبر 2011 قرب مدينة العيون المحتلة هذه الأحداث التي وصفها المفكر والفيلسوف الأمريكي نعوم اتشومسكي بأنها كانت شرارة الربيع العربي، والحدث الثاني هو مظاهرات السبت التاريخية 4 ماي 2013 والتي خرجت في مدينة العيون بالآلاف وهي تحمل الأعلام الصحراوية بمناسبة زيارة وفد إعلامي أمريكي كبير للمنطقة وهي المظاهرات التي وصفت بالفاصلة وهي التي كتبت عنها الجرائد المغربية بأنها توازي في حجمها ومطالبها السياسية مظاهرات الزملة ضد المستعمر الإسباني 1970،

كما أنك أخي الكريم ذكرت بان النزاع هو بين المغرب والجزائر مجافيا الحقيقة التاريخية والسياسية والجغرافية فالمغرب ممثلا في اعلي هرم في سلطته جلس علي طاولة المفاوضات مع قياديين من البوليساريو وبحضور الأمم المتحدة وموريتانيا والجزائر كبلدين مراقببن فقط..

أخي الكريم لا تمن علي الصحراويين بمعرفتك لأرضهم المحتلة والتي مررت بها عابر سبيل من اجل العلم والمعرفة لكنك تري بالعين الواحدة فقط، وفي هذه النقطة أسجل لك ملاحظتك حول التواجد الأمني المكثف والذي طبعا حسب العقل والمنطق ليس حبا في عيون الصحراويين يا باحثنا الكبير، وهنا اقتبس من مقال للسيدة الصحراوية الأولي خديجة حمدي ردا علي مقال للشاعر الكبير احمد ولد عبد القادر الذي وصف في حديث لقناة الجزيرة مدينة العيون (بالمغربية):

فمن المؤكد أن أبهة الاستقبال وأنت تستحقها علينا جميعا لم تخف عنك غضب أهل الصحراء الغربية، وأن عيونهم العميقة نقلت لك لغة خاصة لا يفهمها إلا الشعراء في أرقى لحظات التزامهم. فتحت كل ملحفة- ياسيدي – جسد امرأة أكلته السياط، وفي ملحفة كل امرأة هيكل عظمي أحرقته الزنازن المغربية في قلعة مڨونة الرهيبة وفي القنيطرة وتازمامارت والسجن لكحل وآيت ملول وغيرها من قلاع الموت التي تفنن الغزو المغربي في جعلها مساكن خاصة للصحراويين، تعبر عن "رغبته" الواضحة في التنمية لهذه الأرض تحت كل ملحفة حزمة أحزان وبقايا ذكريات للهروات عندما تنهش جسد "امرأة بيظانية" كريمة عزيزة فتحوله إلى خارطة للإغتصاب والحط بالكرامة الإنسانية، لقد سمعت نساؤنا كل الكلام البذئ الذي تقشعر له أبدانهن المحطمة وتجرعن أنواع الشتم والسب.

أما عن تهجمك علي الوطنيين الصحراويين أو الثوريين حسب تعبيرك فتلك خصال كريمة تسميها انت تهور حسب منطق الرجعيين، فالشباب الصحراوي الثائر ضد الغزاة المغاربة في المناطق المحتلة لا يتلقي التعليمات من ازويرات ولا انواذيبو ومن سميتهم بالمرتزقة يعدون بشهادة أبناء موريتانيا الوطنيين لا أولئك الذين بايعوا المغرب قبل الاستقلال ومازالوا، إضافة قوية علي اقتصاد الشمال وتوازن في الديمغرافيا مجتمع البيظان والذي ولله الحمد تعترف للشعب الصحراوي بالأنتماء له عكس أسيادك المغاربة الذين يصفونه في إعلام المخزن بأنهم كشكول من كوبا والطوارق وكوريا الشمالية ... إلخ،

ومن تحصل علي الوثائق تحصل عليها بطريقة قانونية وشريفة كمثله من زنوج مالي والسينغال .... كما أن القبائل الصحراوية التي تشير إليها قد تكون أكثر انتماءا لموريتانيا منك فأكبر عملية ضد المستعمر الفرنسي في تاريخ المقاومة الموريتانية هي معركة أم التونسي شمال انواكشوط تم تنفيذها من طرف ما يناهز 100 مجاهد كلهم ينتمون لهذه القبائل فلا تزايد علي من سخى بدمه من اجل استقلال موريتانيا كما أن انتمائهم لأرض الساقية الحمراء ووادي الذهب يعد شرفا لهم .

أما عن تنجيمك باستحالة استقلال الصحراء الغربية وكونه يعد سرابا فتلك أحلامك وسوف تستيقظ منها قريبا فيبدوا أنك لم تساير الأحداث ولا تتابع القضية فالمغاربة في دوائرهم الرسمية والشعبية توصلوا لحقيقة ثابتة هي أن استقلال الصحراء الغربية هو الحل لعدة أسباب فهمها المغاربة أخيرا بعد دروس طويلة من الحرب والتفاوض والحراك السلمي، فلا تكن ملكي أكثر من الملك حتي لا يضحك منك الصديق قبل العدو. كما أذكرك بما قاله الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في أحد خطاباته: بأننا كل يوم نسمع بميلاد دولة جديدة ولم نسمع يوما بقبر دولة.

وعن تساؤلاتك عن حدود الدولة ومقوماتها فلمعلوماتك حدود الصحراء الغربية معروفة وهي الحدود الموروثة من الاستعمار كما نصت علي ذلك المواثيق الدولية وصادقت عليه الوحدة الافريقية والتي بموجبها تم اقناع المغرب بالتخلي عن المطالبة بموريتانيا ومقومات الديمغرافيا فلن تكون اسوأ من قطر أو البحرين أو الكويت ..... والاقتصادية هي التي بسببها احتل المغرب الصحراء الغربية فهناك يوجد منجم بوكراع للفوسفاط وهو الثاني في العالم زد علي ذلك مياه الصحراء الغربية الدافئة المليئة بالاسمااك والثروة المعدنية الهائلة والثروة الحيوانية كما أن المؤشرات قوية علي وجود النفط والغاز وهنا نستنج وجوابا لسؤالك فلن يحتاج الصحراويين حينئذ للجزائر ولا المغرب ولا موريتانيا مع العلم ولمعلوماتك أيضا أخي ( الدكتور ) فالجزائر تمتلك اكبر أحتياط نقدي من العملة الصعبة ولا أعرف إن كنت متابعا للإعلام اخي الكريم بأن البنك الدولي طلب قرضا من الجزائر، ولا أعرف بأن كنت تعلم بأن مداخيل ثروة الغاز والنفط سنويا تفوق ميزانية المغرب مرات عدة، وأتوقع منك القول أين هي علي ارض الواقع لأجيبك أنها استثمارات ضخمة في 48 ولاية جزائرية كلها تمتلك مقوماتها لوحدها عكس المغرب الذي لا يضم سوي 13 ولاية فذاك هو الفرق باحثنا الكريم.

وعن تهجمك علي موريتانيا والبيظان بصفة عامة فتلك خصال رضعتها من أحفاد الفاسي في المغرب ومؤامرة ( أستشليح البيظان ) وإفراغهم من هويتهم الأصيلة ونعتهم بالرعاة. التي أفشلها ولد داداه وسيفشلها ايضا أحفاد الشهيد الولي .

لقد تناولت أخي ( المسيرة الخضراء ) وكأنها انجاز بشري عظيم وهنا أذكرك بأنها مسيرة حمراء وليست خضراء فقبل تلك الجيوش البشرية الجائعة، كانت تجوب مدن الصحراء القوات الملكية المغربية حيث سممت الآبار وقتلت النساء والأطفال ورمت الرجال من الطائرات، وهي القوات التي ودعها الحسن الثاني بقوله إذا وجدتهم في طريقكم اسباني تقاسموا معه الزاد وإن رأيتم غيره فأقتلوه ومن يكون ذلك الغير سوى أبناء عمومتك ( الصحراويين ) هنا نزح غالبية الشعب الصحراوي الأعزل فأحتضنته الجزائر ارض الأحرار وقبلة الثوار كما قال الراحل هواري بومدين.

وبخصوص موريتانيا وعلاقتها بقضية الصحراء الغربية اختصر علي بعض المحطات التاريخية التي شهدتها تلك العلاقة فبعد خطأ الرئيس السابق المختار ولد داده والذي اعترف به في مذكراته وهو قبوله لتقاسم الصحراء مع المغرب بدأت حرب الأشقاء ليأتي انقلاب 1978 لينقذ البلاد من الحرب وتعترف موريتاتيا بالجمهورية الصحراية بعد ذلك دخلت موريتانيا فيما بات يعرف بالحياد الإيجابي والذي لوحظ مؤخرا من طرف المراقبين بالتخلي عنه من طرف سلطات انواكشوط بإتجاه الوقوف مع الحق وهو إعطاء الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره واستقلاله،

وفي الأخير انتقلت من المحلل الاستراتيجي والسياسي إلي محلل نفسي اجتماعي بأمتياز لنفسية الشباب الصحراوي فتلك المعطيات التي تحدثت عنها عول عليها المغرب منذ عشرين سنة وحصد نتيجتها في ما حصل في اكديم ازيك وما بعد ذلك من أحداث فالرجولة بكل معانيها لا تموت في الأحرار حتي لو طال الزمن ومهما وجدوا من إغراءات والاستثناء موجود للأمانة وتلك حكمة الخالق في عباده، ومع اني لست من دعاة الإرهاب ولا الشغب ولا قتل الأنفس إلا أن حصيلة يوم واحد من الاشتباكات بين كل تلاوين الجيش المغربي والشباب الصحراوي الأعزل إلا من الإرادة وعدالة القضية كانت صادمة للمحتل المغربي وأزلامه.

إذن أخي الكريم أعود وأكرر أنه واحتراما ( لدالك ) عليك أن تكلف نفسك عناء البحث عن الحقيقة قبل أن تكون وسيلة في أيدي الآخرين وليس عيبا بأن يكون لك موقف مخالف للصحراويين بل العيب هو أن تجافي الحقيقة فإن كان ذلك جهلا فتلك مصيبة و جريمة في حق ( دالك ) وإن كان ذلك عن قصد فتلك مصيبة أكبر.

وإلي اللقاء

متابع ومختص في نزاع الصحراء الغربية

21. مايو 2013 - 23:49

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا