هل أتاك نبأ الطفل محمد ولد عبد العزيز؟! / مختار بابتاح

altإلى السيد رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز.. إلى فخامة رئيس ربما لم يسمع عن سميٍ له في أدغال الهند اسمه محمد ولد عبد العزيز..

وبعد.. سيدي الرئيس وبدون مقدمات أبعث إليك بقصة تدمع المقل وتدمي القلوب، راجيا من ساعي البريد أن يحتسب بُعد الشقة وتعب السفر إليكم ليدخلها عليكم ويوصلها براحتكم وأنتم تتربعون على عرشكم، ولتمنحني لحظات قليلة من وقتكم الثمين لقراءة هذا الكتاب، وهذه القصة التي لا تبديل فيها ولا تحريف.. سيدي الرئيس .. أنا الطفل محمد ولد عبد العزيز موريتاني الأصل هندي المولد والمسكن، والدتي من الهند أعيش معها بكثير من الحنين إلى وطني الأصلي موريتانيا ، أما والدي فلم تكتحل عيناي به في يوم من الأيام، أجل!! أقسم بالله أنه لم يداعبني ولم يقبلني ولو مرة في الحياة، لا أريد أن أقول إنني يتيم لأني ما زلت أنتظره بعد تدخلكم في حالتي، إنني لم أر من آثاره إلا صورة فوتوغرافية أحاول في كل مرة جاهدا أن أكلمها وأستنطقها ولكن عبثا تأبى الصورة إلا أن تظل في صمتها المطبق..  سيدي الرئيس بل والدي حيث لا والد أستغيث به غيرك .. لقد خطف أبي أحمد ولد عبد العزيز ذات يوم من أيام الدنيا المشؤومة، والدي هو أحمد ولد عبد العزيز المعتقل في اغونتنامو هل تذكرتموه؟ تحدثت لي عنه أمي مرة قائلة: إن أباك من بلاد بعيدة اسمها موريتانيا، وقد شاءت الأقدار أن أرتبط به في العام 2000 لكن أيادي الغدر لم تقبل أن نذوق معا شهر عسل طويل فتخطفته مجموعة من اللصوص إلى باغرام ومنها إلى قاعدة اغونتنامو فهو في تعذيب وتنكيل مستمر، فلا بلاده الأصلية طالبت به أو تحدثت عنه يوما واحدا ولا اللصوص الذين يقع بأيهم يريدون تخفيف عنه السياط ولو لحظة من النهار.. واستمع إليها إذ تجهش بالبكاء وتتحدث عن الذكريات المريرة" يا بني لقد ارتبطت بأبيك وأحببته كثيرا، ولا أريد أن أقول إنه خدعني حينما قال إن له "دولة" اسمها موريتانيا وله "وطن" بعيد سيرعاه ويحتضنه ويتابع يومياته حيثما تولى وترحل، ولكن حديث الأيام الغادرة كان ذا شجون، حيث تحدثت عن  عصابة مجرمين تخطفته وهوت به في مكان سحيق وغابة خصصت لذبح البشرية والقضاء عليها تماما هي غابة اغونتنامو الأمريكية، وأنا أقاوم آلام الحمل عليك أنتظر، وجاءني المخاض أنتظر، وولدت أنت ورأيت النور وفاقت عيناك فكان نصيبك من هذه الدنيا أم هندية فقيرة وموريتاني تنهشه كلاب اغونتنامو، أنت إذن لست محظوظا..."، ودون أن تكمل الجملة أمسكت فمها وقمت أصرخ واصرخ حتى فقدت الوعي.. سيدي الرئيس ـ والدتي تحمل المسؤولية لأبي الذي لم يخبرها عن هشاشة دولته، أما أنا فأوجه إليكم نداء عاجلا إن كان لكم قلب رحيم أن تنظر إلى حالتي، لقد تفاقم علي المرض وقد خضعت لعملية جراحية قبل أيام بعيدا عن حنان الأب وعطفه وبعيدا عن الوطن وأحضانه، ويتفاقم مرضي كلما سمعت أن والدي يعذب في "اغونتنامو"، وأشعر بالغربة والضيق فلا أحد من بلاد الهند يعطف علي إنهم جميعا يقولون هذا موريتاني الأصل ضيعه بلده كما ضيع أباه قبله وسيدفع ثمن تراخي بلاده عنه، اتركوه حتى يواجه مصيره بنفسه.. سيدي الرئيس ـ لقد ظلمتموني أنتم ومن سبقكم من الرؤساء لا أحمل المسؤولية لشذاذ الآفاق من اللصوص فهم قوم قدّت قلوبهم من الفولاذ، وفقدوا الإنسانية وأرادوا أن ينحروها حتى يتم القضاء عليها ولا هم يحزنون، بل أحملكم أنتم مسؤولية هذا الظلم يوم أن سكتم عن هذه القضية وسكنتم في مساكن الذين ظلموني قبلكم وكنتم مثل أسلافكم، فلم تتكلموا عن حالي وحال والدي، أنتم من ظلمني : (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على "الطفل" من وقع الحسام المهند) سيدي الرئيس ـ النجدة الإغاثة، ـ أرجوكم ـ حالي لم يعد يقبل التأخير أطالب منكم التدخل شخصيا حتى تعيد إلي والدي وتكتحل عيناي به وأقضي ما تبقى من أيام الطفولة المخطوفة مع أبي، أناشدك بقلب يتقطع أسى وجسما يمرض ويرمض كل يوم جراء النسيان والإهمال في هذه البلاد، وأحرك فيك روح الإسلام والوطنية والشجاعة أن تجمع شملنا جميعا وأن أزور تلك البلاد التي جارت علي كثيرا ولكنني مع ما أعيشه من أمراض ومع ما أعانيه من بعد الديار ومع ما جناه علي بلدي من تقصير في حقي فإن خيط نور يبدو في نفق مظلم يبشر وأرجو أن تكونوا أنتم صاحب هذا الخيط وتجمعوني مع والدي تحت سقف واحد. أخيرا أذكركم بأن التاريخ سيحكم عليكم كما حكم على أسلافكم قد تقولون عن أبي ما تريدون وقد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يقولون و رموا في مزبلة التاريخ لا يذكرهم ذاكر ولا يزورهم زائر... .. سيدي الرئيس أرجو منكم التحرك العاجل العاجل جدا.. الطفل محمد ولد عبد العزيز من نيودلهي عاصمة الهند.

22. مايو 2013 - 10:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا