بدأ نجم الشاب المختار / اجاي يلوح في الأفق منذ تعـيينه مديرا للضرائب في بواكير عشرية الرئيس السابق محمد / عبد العزيز .
ويبدو أن للشاب المعين من خارج قطاع الوظيفة العمومية طموحات إدارية وسياسية جامحة تؤطرها مواهب متنوعة ورغبة أكيدة في التميـز بنَفَس عصامــي لا يخطؤه البصير .
استـثمر هذه المعطيات في قطاعه فخطا به خطوات حـثيثة يسرت له التموقع فيه بسرعة جعلت بعض المواقع الإعلامية الناشطة تسميه وزير ظل للمالية قـبل أن يعين وزيرا لها خـلفا ل( اتيام جمبار) إذا لم تخني الذاكرة.
ويبدو أن شهية عزيز كانت منفتـحة عليه حيث أضاف إليه حقيبة الاقتصاد لاحقا في سابقة تعكس مستوى الثـقة المتنامي بالشاب؛ وبهاتين الحقيـبتين الحساستين بات ذو الوزارتين واسطة عـقد حكومتي محمد سالم / بشير ويحي / حدمين المتتاليتين وهو قطب رحاهما بامتـياز .
وعلى سنة الله فى الأيام إستدار دولاب الحكم :
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا يدوم على حال لها شان
ــ انتهى عهد عزيز في ظروف اعتيادية حسب القراآت السطحية للمشهد السياسي وغادر البلد غداة تسليمه السلطة نحو الخارج حيث قضى في الغيبة مائة يوم؛ وهو عرف سياسي متبع ظاهره رفع الحرج عن الرئيس الجديد حتى يرتب أوراقه بمنأى عن تأثير سلفه .
ــ شكل الرئيس المنتخب / السيد محمد/ الشيخ محمد أحمد / الغزواني حكومته الأولى التي عين فيها وزراء جددا واحتفظ بآخرين من حكومة سلفه ليس من بينهم ولد اجاي الذي أمضى بضعة أشهر في الانتظار صرح خلالها بذمته المالية بوصفه وزير مالية واقتصاد منصرف متحديا أي مشكك محتمل أن يأتيه بخلاف ما صرح به .
ــ عاد عزيز من سفرته المذكورة على إيقاع أزمة سياسية طاحنة لا تبقي ولا تذر عنوانها المرجعية ؛ وقودها الحزب الحاكم والبرلمان ؛ انقشع غبارها عن تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في مثالب العشرية؛ عشرية عزيز ؛ وما أدراك ما هيه .
ـ تمخض التحقيق عن عريضة اتهام بحق عزيز نفسه ولفيف من أعوانه قل الناجون من شِــباكها لعل من أبرزهم وزيره الأول الأسبق السيد مولاي/ محمد لقظف رغم قوة الأواصر بينهما وتعدد الملفات التي جمعت بينهما وهي نظافة كان مولاي بمقتضاها محل إشادة ومبعث فخر واعتزاز .
وبعد انتهاء التحقيق البرلماني أحال الأخير الملف إلى الحكومة التي أحالته إلى القضاء حسب المساطر المعتمدة .
ـ على هامش هذه الأحداث المتلاحقة وبعد تربص وترقب عيّن ولد اجاي مديرا لشركة أسنيم المتهالكة يومها مترنحة على فوهة بركان فاستطاع بحنكته المعهودة أن يضمد جراحها ويرتب أمورها بل ويحقق أرباحا قياسية في ظرف وجيز ؛ لكن ملف العشرية تخطفه فطاله الاتهام ضمن المشمولين بالملف؛ بيد أن صلته القوية بعزيز وثـقته المطلقة فيه خلفت له تركة ثـقيلة جلبت عليه حنق المغاضبين والمنافسين والناقمين منه حظوته خلال العشرية عن حق أو غير حق .
يحاجج هؤلاء بأنه على الأقل سوّق لعزيز سياسات مالية مجحفة وعمل على تنفيذها؛ بينما لا يرى المدافعون عنه في كلام منـتقديه إلا شغبا وحسدا على رسم المثـل العربي القديم( كل ذي نعمة محسود) .
ــ أصدر القضاء قراره باكتمال التحقيق وتضمن براءة ولد اجاي فكان للنبأ صداه المدوي في السوشيال ميديا حيث بات الشاب بحق متنبي عصره( الذي ملأ الدنيا وشغل الناس) لا يكاد يصدر قرار بحقه سلبا ولا إيجابا إلا كان له صدى مشهود .
ــ بعد قرار البراءة المذكور إذن بات الطريق سالكا أمامه لممارسة السياسة التي لم يكن منها ببعيد حيث ظل على صلة بوكلائه وحلفائه في الأروقة والمناطق التي كان يمارسها فيها قبل الأزمة وخلالها فعاد إليها بنشوة المنتصر ليتبوأ مناصب قيادية في الحملة الانتخابية الأخيرة التي يبدو أن أداءه فيها كان عند حسن ظن الجهات العليا؛ فهو إذن سياسي مخضرم واقتصادي يشار إليه بالبنان ،ربما لهذه المعطيات مجتمعة تم تعيينه وزيرا مديرا لديوان رئيس الجمهورية ، وهو تعيين غير مسبوق، ويحمل أكثر من دلالة، عسى أن يمثل إضافة نوعية فى محطة حاسمة، والله المستعان.