تشكل استقالة القادة السياسيين لحظة تحوّلية تعبّر عن مسار تطور الساحة بصورة عامة ، فهي بمثابة زلزال سياسي مخيف ومربك ، لكنه في نفس الوقت يفتح أبواب فرص عديدة ويطرح تحديات جسام أمام قادة المشهد السياسي..
في لحظة مفاجئة، أعلن السياسي المخضرم الرئيس محمد جميل منصور عن استقالته من حزب تواصل ، وعلى الرغم من أن ذلك الخبر كان صادما للعديد من المهتمين بالشأن السياسي ، إلا أنه في الوقت نفسه يخلق فرصة لنا في حزب الإنصاف لاستعراض أهميته الظرفية و المرحلية ،من أجل التفكير في بناء وتشييد جسور تواصل جديدة مع مختلف الأطراف السياسية، دخولا في مرحلة ترتيب الأوراق الداخلية ، وبدايات الإصلاح الحزبي الشامل الذي نخطط له قبل الإنتخابات الرئاسية المقبلة .
إن تلك الفرصة ليست مجرد مناسبة للترحيب بهكذا قرارات سياسية ، بل هي فرصة للتفكير الجاد في كيفية الاستفادة القصوى من تجارب ورؤى هذا النوع من القادة السياسيين المخضرمين ، فالتعاون مع مثلهم من أصحاب الخبرات السياسية البارزة ، وغيرهم في مختلف الإتجاهات يشكل تحديًا هاما لنا و يعزز من قدرتنا على تطوير مسارنا السياسي وتحقيق أهدافنا الوطنية المشتركة ، و هو ما يتطلب منا تقديما لرؤى جادة و واضحة وخطط محكمة للمرحلة المقبلة ، وتوظيف مختلف الخبرات الحزبية ، لبناء أرضية صلبة نستطيع الوقوف عليها صفا واحدا كجسم سياسي متماسك ، إضافة إلى توجيه كافة الجهود الحزبية نحو تحقيق أهدافنا المشتركة والعمل بروح التعاون والفهم المتبادل ، بعيدا عن صراعات المدارس السياسية و الأقطاب و الأحلاف ..
ذ.محمد ولد حويه
عضو المجلس الوطني لحزب الانصاف