كثيرًا ما ينظر إلي الشباب بإعتباره القوة الحية في أي مجتمع و ذلك بحكم تصنيفه من أهم الفئات الإجتماعية التي لا يمكن الإستغناء عن دورها الحيوي في بناء و تنمية الأوطان . إن فئة الشباب تتميز بقدرتها على إحداث التغيير المطلوب لتطوير المجتمعات و تعزيز روح المواطنة لديها ، في الوقت الذي تتمتع بالأهلية في لعب الدور المنوط بها في تغيير السياسات التنموية من خلال إنخراط الشباب أنفسهم في التنمية الإقتصادية و الإجتماعية الشاملة .
و يتم ذلك في الغالب بواسطة تحفيزهم على الإبداع و حيازة الأفكار الريادية الخلاقة في المجالات كافة و هو ما يضمن في النهاية الوصول إلي كسب الرهان بزيادة الإنتاج و تنويع مصادر الدخل و خلق مزيد من الثروة يسمح بتحقيق الرفاه المشترك لجميع فئات الشعب و يعزز التماسك الإجتماعي و يحد من البطالة و الفقر في الوسطين الحضري و الريفي .
و علي ما يبدو فإن هذه الحقائق لم تكن غائبة عن إهتمامات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي ضمنها ضمن تعهداته الإنتخابية .
في هذا السياق، فقد خصصت الحكومة خلال السنوات الماضية مبالغ مالية معتبرة على ميزانية الدولة لتسريع وتيرة تكوين الشباب و تنمية مهاراتهم و تسهيل ولوجهم لسوق العمل و نفاذهم للتمويلات بطريقة دائمة . كما تمت هيكلة المجلس الأعلى للشباب و تم توسيع دوره في كافة الهيئات ذات الصلة بالبرامج و التدخلات المعنية بترقية الشباب . علاوة علي ذلك فقد شملت جهود الدولة في مجال تشغيل الشباب خلال السنوات الأربع المنصرمة توفير :
- 24600وظيفة دائمة
- 57216وظيفة غير دائمة
-44213فرصة عمل ذاتي
-6000فرصة عمل بالتعاون مع الإتحاد العام لأرباب العمل الموريتانيين
- خلق 17640موطن شغل
- خلق 15000وظيفة شغل مباشرة عبر قطاع التنقيب المعدني التقليدي
هذا بالإضافة إلي تكوين و إدماج ما يزيد على 60000 من الشباب المتسرب و العاطل عن العمل في ثمان ولايات من الوطن .
و من اجل دعم هذه المكتسبات و تعزيزها فقد أتخذت الحكومة مؤخرا إجراءات مهمة للتصدي لهجرة الشباب و ذلك بمصادقة مجلس الوزراء خلال شهر يوليو الماضي 2023م على إنشاء معاهد فنية و مؤسسات تكوين عليا في مجال التعدين و الصيد و الزراعة و الغاز يتوقع أن تكون رافعة حقيقية للتنمية من خلال الدور الذي ستلعبه في إطار موائمة التكوين مع سوق العمل و مساعدة الشباب المؤهلين في الولوج إلى العديد من الوظائف في القطاعات الإنتاجية الواعدة .
ولا شك أن رسالة التهنئة التي بعث بها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى شباب موريتانيا بمناسبة اليوم العالمي للشباب لسنة 2023م و تأكيده علي محورية دور هذه الفئة من شعبنا في حاضر البلد و مستقبله يؤكد مرة أخري صدقية الرجل و سلامة مقاربته التنموية لإنتشال الدولة الموريتانية من مستنقع التراكمات و الإختلالات البنيوية الذي تئن فيه منذ عقود .
فهل سيغتنم شبابنا هذه الفرصة للتجاوب مع فحوي رسالة الرئيس و الإنخراط بشكل جدي ودون تأخير في مسار الإصلاح التنموي و تحقيق المستقبل الذي ننشده جميعًا أم ستضيع هذه الفرصة هي الأخري كما ضاعت فرص عديدة قبلها ؟