انخفاض الأجور، البطالة، تدني الخدمات الصحية، نقص الماء والكهرباء في المدن الداخلية وارتفاع الأسعار.. كلها مظاهر ميزت العام الجديد 2013، فمظاهرات العاطلين يوميا تجوب شوارع العاصمة الرملية ومظاهرات الجرنالية تنطلق يوميا في أزويرات وأنواذيبو وكل أسبوع هناك مظاهرة في إحدي المدن الداخلية يطالب أهلها بتوفير الماء وخاصة في مكطع لحجار، شكار، أشرم، أعوينات أزبل، فصالة والقائمة تطول.
و قبل شهر من الآن قام العمال الموريتانيون أو ما يعرفون بالحمالة بمظاهرات و اعتصامات ضد أرباب العمل البرجوازيين من أجل رفع الأجور. و تمثل تدني الخدمات الصحية في موت 14 شخصا في لبراكنة بسبب مرض غامض و اليوم مظاهرات وتخريب في المدينة المنجمية أزويرات ومن الواضح أن أكثر المتأثرين بهذا الوضع هم الطبقة الكادحة ، و الطبقة حسب لينين "تطلق على جماعات واسعة من الناس، تمتاز بالمكان الذي تشغله في نظام الإنتاج الاجتماعي، محدد تاريخيا بعلاقتها بوسائل الإنتاج، بدورها في التنظيم الاجتماعي وبمقدار حصتها من الثروات.. إن الطبقات هي جماعات من الناس، تستطيع إحداها أن تستملك عمل جماعة أخرى بسبب الفرق في المكان الذي تشغله في نموذج معين من الاقتصاد الاجتماعي".
و الطبقة الكادحة البروليتاريا هي طبقة من الرجال والنساء المنتجين والمحرومين من أية ملكية، أي غير مالكين لأدوات ووسائل الإنتاج بما فيها النقود، وبالتالي مكرهين على بيع قوة عملهم كما تباع السلعة لكي يعيشوا هم وأبناءهم وأهاليهم، مع العلم أن المؤرخين للفكر الإقتصادي أجمعوا على أن مراحل الصراع الطبقي هي خمس:
1. فترة المشاعية البدائية وهي الفترة التي لم يوجد فيها ظهور حقيقي للطبقات الاجتماعية بسبب عدم وجود استغلال الانسان للإنسان
2.فترة العبودية وكان الصراع بين العبيد وملاك العبيد وهو شكل الاستغلال بالتملك في العصور القديمة ومثال ذلك مملكة روما وبيزنطة.
3. فترة الاقطاع حيث كان الصراع بين الفلاحين المعروفين بالأقنان وبين ملاك الأراضي
4. فترة الرأسمالية وهي الصراع بين الطبقة العاملة وبين طبقة البرجوازية والرأسماليين ومنها تتطور إلى الامبريالية أعلى مراحل الراسمالية
5. فترة الاشتراكية وهي بداية نهاية الصراع الطبقي والمحاولة للوصول للمجتمع اللاطبقي حيث لا يتم استغلال الإنسان لأخيه الانسان الدولة والطبقة
و يبدو أن هذه المرحلة الأخيرة وإن كانت قد انتهت في بلدان وعرفها المنكب البرزخي قبلا،إلا أنها وُلدت قبل أوانها قبل أن تتفشي الإمبريالية في المجتمع البدوي الذي انفتح علي الرأسمالية و ساعدته السياسات الإجتماعية و الإقتصادية العرجاء و التي تم تطعيمها بمشاريع الإصلاح الهيكلي المدعومة من طرف صندوق النقد الدولي و البنك الدولي والمدعومة من الإمبريالية الدولية ،والتي تحد من تدخل الدولة و تضرب في العمق مصالح الكادحين والبؤساء والمحرومين والمضطهدين،
حانت بداية نهاية استغلال الإنسان في بلادنا، أليس من حقهم العيش الكريم ، أليس من حقهم الماء و الكهرباء ، أليس من حق العمال تأمين صحي، أليس من حقهم أجورا كافية لتوفير حياة كريمة ، أليس من حقهم أن يعيشوا ؟
إنهم يعانون قمع الحياة ، يعانون تجاهل المجتمع ، يعانون الشقاء ، يعانون تجاهل المطالب وما هي بالكثيرة عليكم ،أغثهم يا رب إنهم يعانون ، إنهم يعانون ، إنهم يعانون...