قيل الكثير في رثاء فقيد العلم وعميد القضاء محفوظ ولد لمرابط -تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته- وبقي الكثير مما لا طمع في حصره.. والقصيدة التالية وليدة لحظة صدمة تزامنت مع أول موعد لمحاضرات الفقيدأمام الطلبة القضاة في المدرسة
الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء،بعد تلقي خبر رحيله. وكان يُدَرِّس هذا العام مادتي "وسائل الإثبات" و"التنفيذ الجبري للأحكام"، وإليهما ترد الإشارة في أحد الأبيات:
عميدَ الفقهِ والقانونِ هذا أوانُ الــــــدرس..ماذا حلَّ..ماذا؟
وكيــف؟ وأيـــن؟.. أسئلةٌ.. وحزنٌ
وصبرٌ واحتسابٌ.. لا مَلاَذا
وقاعــةٌ اَقفرت من بعد أُنْـــــسٍ
تَسَلَّلَ أهلُها منها لِوَاذا
و"إثبـاتٌ" وسائلُـــه تلاشــــت
و"تنفيــذٌ" قــد افتقـد النَّفَــاذا(1 ) فقيــدَالعلـم.. بَعْـدَكَ، مَــنْ سَيَسْقِي
كؤوسَك تلكَ مُترعةً، لِذَاذا؟
وما في الأُفْــقِ مَـنْ يُرجــــى بديلاً
ولا مَنْ في القضا والفقهِ حاذى
وهل يُجْـدِي التَّآسـي والتَّنَاســــي
لرُزْءٍ في فداحته كهذا؟
رحلتــم فالعدالــة في ذهــــول
له الأكبادُ تُفتَلَذُ افْتِلاَذا
وكانت في الخصــام إذا قضيتــــم
ترى فيكم عليا أو مُعاذا
تــرى إحقــاقَ حـقٍّ وانتصـــاراً
لِمَنْ بالله و الشرع استعاذا
وفهمـــا ثاقبــا في الحكــم تغدو
جبالُ المعضلاتِ به جُذاذا
وجـرأةَ مؤمــنٍ لم يخـش يومــــاً
مِنَ الحكّام مَنْ عادى وآذى
سحائـبُ رحمـةِ الرحمـن تَغْشَــــى
ضريحَـك.. وابــلاً، طـــلاًّ، رذاذا