الماء عصب الحياة و التفريط فيه خطر علي العباد و البلاد / محمد الراظي بن صدفن

يعتبر الوعي بأهمية الماء من الأولويات التى يجب ترسيخها في قيم مجتمعنا لإعتبارات عديدة أهمها، أن هذه المادة نعمة من نعم الله علي البشرية لا تقوم الحياة بدونها ، و أن مصادر المياه عمومًا  محدودة قياسًا بالطلب المتزايد عليها نتيجة للنمو الديموغرافي المتسارع للسكان و تطور المدن و توسعها الحضري.

أما من الناحية السياسية و الإستيراتيجية ينظر الكثير من المراقبين أن حروب المستقبل بين الشعوب ستكون كلها بسبب الماء . و بناء عليه ، و نظرًا لأن البقاء هو خيار الإنسان الذي لن يحيد عنه ، فإن السعي للمحافظة علي مصادر وتطوير و صيانة مصادرنا المائية هو واجب و طني مقدس يجب أن يتم بأعلي درجات النجاح .

و للتذكير فإن إختيار موقع مدينة أنواكشوط كعاصمة سياسية للدولة الموريتانية الوليدة سنة 1958م بإعتباره موقعًا إستيراتيجيا يتميز بقربه من المحيط الأطلسي و يسمح بإنفتاح البلاد علي العالم الخارجي كان يصطدم بمشكل ندرة المياه الصالحة للشرب و هو ما شكل وقتها واحدة من أهم التحديات التي واجهت حكومة الإستقلال حيث لم تتمكن من حلها بصفة مستديمة رغم إقامتها " لمشروع إديني الكبير للماء الشروب" في إطار التعاون مع دولة الصين الصديقة و الذي لم يكن يتوفر علي الإحتياطات الكافية لحل المشكل.

و هو ما فرض علي الحكومات المتعاقبة العمل من أجل إيجاد حلول بديلة أكثر شمولية، فتمت إقامة مشروع " أفطوط الساحلي" خلال السنوات الماضية الذي علقت عليه آمال كبيرة في الإسهام في تنمية البلاد و تحقيق  رفاهية شعبها.

و من أجل تدعيم هذه المكتسبات و تطويرها بتوفير الماء الشروب لجميع المواطنين في المدن و الأرياف ، قامت الحكومة الموريتانية بتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ  الغزواني بتحقيق إنجازات ملموسة في هذا المجال نذكر منها علي سبيل المثال:

- إنشاء 174 شبكة لتوزيع المياه 

- إطلاق مشروع لتوسعة حقل بولنوار

- إنجاز 568 حفرًا للإستغلال

- إنجاز 3553كلم من خطوط الإمداد بالمياه

- إستفادة2055قرية ريفية من برنامج مجانية مياه السرب

- تنفيذ مرحلة جديدة من مشروع أظهر لتوفير المياه في أعوينات أزبل - جكني-لعيون 

- إطلاق مشروع للماء و الصرف الصحي في ولايات الحوضين و كوركول و كيديماغا

- تجديد 1489من آليات الضخ و تجهيزات نظم التزويد

- إستفادة 1911بلدة من خدمات الصرف الصحي بالأرياف .

و نحن إذ نثمن هذه الإنجازات التي تمت في وقت قياسي ، فإن هاجس تحقيق الأمن المائي الذي هو جزء من الأمن القومي يظل في الصدارة بالنسبة لنا و هو ما يتطلب تظافر جهود الجميع و تغليب مصلحة الوطن أولًا علي ما سواها.

و لا شك أن زيارة رئيس الجمهورية بالأمس الموافق يوم الأربعاء 15أغسطس من سنة 2023م لمنشآت " أفطوط الساحلي " و الوقوف بنفسه علي مجمل الإختلالات التي تعاني منها هذه المنشآت تعتبر رسالة واضحة من الرئيس للجميع أن العبث بمقدرات البلاد و بأمنها و إستقرارها خط أحمر و علي أصحاب الآمانات أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا... فهل من مدكر؟

18. أغسطس 2023 - 22:21

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا