ان حماية المنقبين مسؤولية دينية وأخلاقية ووطنية , فهم مواطنون يكدحون للعيش و الرفاة , هم مستثمرون عادة في أعماق الأرض و ينتظرون مايستخرجونه من الذهب وان بكميات قليلة .
وبالعودة قليلا لتاريخ التعدين الأهلي أو التعدين التقليدي في موريتانيا الذي بدء متأخرا مقارنة بدول منها مالي الجارة الشمالية وبركينافاسوا وتشاد وأيضا مقارنة مع السودان الذي سبقنا كثيرا الي المجال , شكلت الدولة شركة معادن موريتانيا وعهدت اليها المسؤولية عن التعدين الأهلي , التي أفادت –معادن موريتانيا – أنه يدر عائدات ضخمة علي الدولة الموريتانية ,حيث قدرت الانتج السنوي باحوالي 40 طنا العام المنصرم فقط 2022.
يرتكز النشاط التعديني التقليدي أساسا في تيرس زمور و كذا في انشيري قرب مدينة الشامي التي كانت المنطلق لهذا النشاط لأول مرة بداية 2016.
تتولي معادن موريتانيا الترخيص للمنقبين في أماكن تختارها هي عادة و تتولي أيضا شراء الإنتاج مايدر دخلا معتبرا لميزانية الدولة الموريتانية.
في كل الدول التي سبقتنا الي هذا النشاط عادة تشهد ندوات ومحاضرات حول المخاطر التي يتعرض لها المنقبون أنفسهم وكذالك مايشكله استغلال المعدن على البيئة وعلى الانسان فقد يمكن تجنب هذه المخاطر بتخاذ إجراءات احترازية تضمن سلامة سلسلة الإنتاج وتضمن أيضا عدم اضرار البيئة, هنا سنتحدث عن ذالك خاصة أنني –ألفت كتابي السلامة والصحة المهنية في موريتانيا بداية العام وخصصت منه فصلا عن دراسة ميدانية وقفت فيها علي الأخطار سواءا علي مستوي الحفر أو التنقية ومايستخدم فيها من مواد ضارة بصحة الانسان وعلي البيئة كليهما, علي المستوي القريب والمتوسط والبعيد أيضا.
بالعودة الي معاد موريتانيا التي نشرت حصيلة الوفيات في الفترة مابين 05 يناير 2021 الى 10 فبراير 2022 وكانت عبارة عن 32 ضحية رحمهم الله تعالي جميعا, لغة الأرقام تبين أن الانهيارات في الابار تسببت في :
8 وفيات في انهيار أبار قرب تازيازت بتاريخ 10 فبراير 2022
5 وفيات في انهيار بئر بمنطقة تازيازت بتاريخ 24 يناير 2022
2 وفيات في انهيار بئر في منطقة تازيازت 30 يونيو 2021
7 وفيات في انهيار بئر بمنطقة الشكات بتاريخ 15 مارس 2021
2 وفاة في انهيار بئر بمنطقة الشكات بتاريخ 15 يناير 2021
أي حصيلة 24 وفاة نتيحة انهارات من أصل 32 وفاة منهم ماكانت الوفيات نتيجة حوادث سير أو اطلاق نار في مناطق حدودية أو نتيجة العطش –شخصين عليهم رحمة الله في 24 يونيو 2022, نجدأن نسبة الوفيات نتيجة هذه الانهيارات شكلت 78% , مايفرض علينا أن نضع تصورا واضحا للحيلولة دون حدوث هذه الانهيارات ولضمان حياة المنقبين الغالية.
قد يعيد أحد ما هذه الانهيارات الي التساقطات المطرية فعلميا التربة عندما تتشبع بالماء تتعرض للانهيارات , لكن الانهيارات التي بين أيدينا –أرقم معادن لم يقع أي منهل في شهر أغسطس أو سبتمبر ذروة التساقطات المطرية في البلد, مايعني أننا يجب أن نعالج هذه المواضيع بكثير من الدقة العلمية ,
هنا وفي الختام نستضع بعض النصائح ونتمني من الجهات الوصية أن تنتبه لها وأن تضعها في اطار التعاون الذي يجب أن يكون قائما بيننا كمنظمة غير حكومية متخصصة في مجال السلامة وبين معادن موريتنيا كجهة حكومية مسؤولة عن أرواح المنقبين, هذه النصائح تتمثل فيما يلي:
-خفض عدد العاملين الداخلين في البئر الواحد الي اثنين أو ثلاثة على الأكثر –انهيار بئر امس 21 أغسطس 2023 البئر كان يضم 10 أشخاص حسب الصحافة الوطنية 3 منهم قضوا عليهم رحة الله , و جرح 4 .
-مراقبة شكل الحفر و طبيعة التربة في كل مجهر أو بئر مع توصيات سلاماتية حسب طبيعة تربة البئر.
-توفير تهوية خارجية للبئر فاغلب حالات الوفيات نتيجة الاختناق .
-ربط أحزمة سلاماتية م العامل الداخل في البئر لتسهيل خروجه في حالة اختناقه و معرفة العمق الذي عليه بالضبط ان تعرض البئر للانهيار لاقدر الله فهذا يسهل عملية البحث والنقاذ.
-توفير معدات سلاماتية للمناطق الحساسة من العامل كالرأس واليدين والعينين.
-التعاون مع منظمات المجتمع المدني المتخصصة في المجال و مع أفراد لهم خبرة في السلامة وليست لهم وساطات وأقارب يدفعونهم دفعا.
توفير دورات تكوينية متخصصة بشكل دوري للتذكير بالمخاطر التي يتعرض لها العاملون في هذا النشاط المعدني الهام .
فاذا تضافرت جهود الجميع فاننا حتما سنري تحسنا سلاماتيا ولم لا زيادة الإنتاج الذي يدر دخلا أكثر علي المنقب والعامل كطرف وعلي الجهة الوصية كطرف أيضا وعلينا في المجتمع المدني كشركاء في الحفاظ على الأنفس والأرواح التي أمرنتا شريعتها الاسلامية بها.