الأمن المائي و ناقوس الخطر المحدق / شيخاني محمد يحي

حركة جيل العدل تتبنى مقالا لأحد  الفاعلين الإقتصاديين وهو السيد شيخنا لجواد راجين أن تتبناه الحكومة  وتتصرف على أساسه بنية صادقة لنفع البلاد والعباد، وسعيا لتحقيق الإكتفاء الذاتي من الماء الشروب.

مع الأسف الشديد اعتماد موريتانيا الكلي في الماء و الكهرباء على نهر السنغال يجعلها أمام مشاكل وجودية حقيقية و ذلك
لمجموعة أسباب  أصبحت  للأسف الشديد مع الوقت حقيقة واقعية يجب التعامل معها . 

خنق إطلالة موريتانيا على النهر بسدود خارج مجالها مع حفر قنوات عملاقة من طرف الدول المطلة عليه ، مع تجميد دولة
المنبع غينيا كوناكري لعضويتها ينذر بتكرار المثال الاثيوبي 
إذ حتما ستفكر غينيا بتشييد سد عملاق يعوض سنوات التهميش من طرف منظمة استثمار نهر السنغال ، كذلك يأتي
في فترة تعرف كل هذه البلدان نهضة إقتصادية تتطلب المزيد من الطاقة و المياه . 

كثيرا ما كتبنا عن الأمن المائي و فرص بلادنا المهدورة لكن 
لم نرى أي تجاوب يتجلى في وضع استراتيجية وطنية واضحة الأسس و المعالم ، و لعل مقدمة الكارثة هي موجة العطش و الانقطاعات المتكررة التي تعيشها عاصمة البلاد 
هذه الأيام ، كل هذه المحن يجب أن تنتج نخبة شبابية وطنية تنظر إلى الأمام و ليس تحت أقدامها .
 إن شعور الحكومة بالزهو في اللحظة التي تحل  فيها مشكلة بصفة مؤقتة هي الكارثة التي تعصف بنا ، هل نخبنا تقرأ ؟ و تسافر من أجل التعرف على تجارب الآخرين ?! 

الآن يجب على موريتانيا أن تقف أمام سؤال كبير و وارد
مع الأسف ، ماذا إذا قامت غينيا كوناكري بتشييد سد عملاق
و قامت بحل الأزمة مع مالي و السنغال التي تربطها بها حدود و أنهر و روافد ؟ 

أعتقد أنه لا سياسي موريتاني يملك جواباً لأنه ببساطة لم يطرح
هذا السيناريو على نفسه ، لأن معظم نخبنا السياسية لا تعرف بأن السياسة تقوم على مبدأ سوء الظن كما يقول عبدالله النفيسي ... التساؤلات الكبرى اليوم تحتم علينا اختيار نوعية
المسؤولين و القادة في كل المجالات ...

ربما دفعني تجوالي و سنوات من العمل على الضفة إلى تصور
ذلك السيناريو و البحث عن رد يكفل لنا حفظ الممكن . 

قبل وقوع هذا السيناريو يجب أن نقوم بالخطوات التالية  بشكل عاجل و مع  إصرار وطني  هي : 

1 - حفر قناة من بوكي حتى اكرارت آلاك مع تعميقها و تطويرها

2 - حفر قناة من رافد كوركل و ذلك من أجل حفظ المياه الزائدة عن حاجة سد فم لكليته و عدم ضياعها في النهر ثم ان هذه القناة ستضمن استفادتنا من ارتفاع مياه النهر و حماية مدينة كيهيدي ، هذه القناة ضرورية جدا و يمكن أن نجعل من مثلث الأمل قطبا تنمويا . 

3 - العمل مع دولة مالي على تعميق رافد كركور الذي يغذي بحيرة كنكوصة و ذلك من أجل زيادة المساحة الصالحة للزراعة و جلب مورد مائي مهم . 

4 -  بناء ثلاث محطات تحلية مياه البحر عملاقة و بمعايير عالمية ، الأولى بين انواذيب و انواكشوط و الثانية بين انواكشوط و تكنت و الثالثة بين تكنت و انجاكو ، هذه المحطات يجب أن تسهم في تحويل المساحات الصحراوية
إلى مزارع و تكون كذلك جزء من الإحتياط الاستراتيجي

5 - يجب أن نقوم بعملية إحصاء شاملة و دقيقة لكل الأودية
الموريتانية التي تصب في النهر ، و لذلك من أجل تحويلها إلى سدود عندما يصبح الخطر واقعا لأنها تزيد عن حاجياتنا المائية ، نحن لسنا بلدا فقيرا بالمياه بل فقير بالإرادة و البناء 

6 -  إطلاق مشروع وطني ثوري يتلخص في التحكم عبر سدود عملاقة و أحواض مائية عملاقة و قنوات في كل مناطق الوطن . 

7 - جلب تكنولوجيا استمطار صناعي و الصين نموذج يستحق المتابعة و الشريك الاستراتيجي مهم ، لأن هذا النوع من التكنولوجيا ضرورية في عالم يستهلك الماء بشراهة 

8 - حفر و تعميق كل الروافد و الإستفادة القصوى من مياه النهر دون الحاجة إلى استشارة أحد لأن الجميع يحفر القنوات دون هوادة . 

إن الإعتماد الكلي على النهر خطأ استراتيجي يتجاوز إلى الخطر الوجودي لنا كبلد ، مرة أخرى يجب إبعاد المحاصصة
و القبلية عن العملية التنموية ، ثم جمع النخب الوطنية المهاجرة و المحلية في هيئة تقوم بوضع الخطط والبرامج و رسم الاستراتيجيات الوطنية بشكل حر يسهم في تثقيف السياسيين الذين مع الأسف الشديد ثبت بأنهم لا يمتلكون رؤية واضحة و لا مشروع وطني عظيم .  

على النخب أن تسمو بطرحها و تجيب على التساؤلات الكبرى دون مجاملة أو خوف ، و على السياسيين أن يجلسوا في مجالس التحليل و الفكر و السياسية الواعية لتثقيف أنفسهم
و ترك البادية و الإبل و المقاولة و مجالس الترف ...

26. أغسطس 2023 - 13:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا