يظل المواطن في هذا البلد المليء بالخيرات الظاهر منها والباطن تتقاذفه الأحكام المتعاقبة عليه بحلوها ومرها تقوم على تسيير شؤونه كل حسب هواه الضيق ومقتضى مصلحته الذاتية والداعمين له وليسوا بالقليلين وعلامات الاستفهام حولهم كثيرة، ومع معارضين لهم حساباتهم الخاصة وأجنداتهم الضيقة مرت بنا عشرين سنة
أو تزيد من حكم معاوية ولد الطايع شاب فيها من شاب وترعرع عنفوان المدح بشتى أنواعه، ظهر ملايين الشعراء بأشعارهم وبلهجاتهم المتعددة كل حسب مقامه وما يجنيه مقابل مدحه دون ذمه لسيد القصر. من منا لا يعرف عن مشروع دومسات وفم لكليته وكهربة 24 مقاطعة وحملة الكتاب والمعرفة للجميع والخير جان بامجيكم، تكانت تكانت وبواد أطار استطال النخيل والقائمة تطول... كان إعلامنا الرسمي براقا في طرحه بلد ينعم شرقا وغربا بالأمن والاستقرار في حين كان وقتها احتقان داخلي وسجون مليئة بسجناء رأي وإسلاميين ودون سابق إنذار ظهر فرسان التغيير بمحاولة انقلابية فاشلة يومها ظهر الرئيس "تم القضاء عليهم دبابة دبابة" وسارت المظاهرات المؤيدة والمنددة في أنحاء بلد المليون نشجب العمل الاجرامي الذي قام به هؤلاء الخونة... تستتب الأمور وتعود إلي مجراها الطبيعي وتمر الأيام على بلد المليون لتظهر حركة انقلابية جديدة نجم عنها إنشاء المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية حيث بدأ بإخلاء السجون وقامت المسيرات المؤيدة في أنحاء بلد المليون وعاد الشعراء بأشعارهم عكس عقارب الساعة تمجيدا وترحيبا. من داخل المؤسسة العسكرية تتم دباجة المخطط القادم والذي يمكن الوصول من خلاله إلى القصر الرمادي الذي يبدو أن الفارس عينه حول ما يجري بداخله لسان حاله على كرسي الرآسة يوما أنا جالس. نحن بلد المليون منا المفسدون ومنا دون ذلك وفينا العابثون وللمال العام ناهبون ومن أبنائنا الداعمون وعلى مصالحهم الخاصة دون العامة قائمون، صبرا صبرا. نظمت انتخابات والعسكر عليها بات وظل وما فتئ وما برح ومانفك يدعم مرشحه العزيز ذلك الذي أطاح به عزيز بعد أن سلمه العقيد مفاتيح القصر والكل على ذلك شهيد يوم من أيام بلد المليون ذهب العقيد فارس ذلك المشهد الرهيب عينه الأول جنرالا هو وزميله مكافأة لما بذلوه من مال في حملة الرئيس المقال، قامت أزمة الجياع وفيها سقط شهيد جاءت السحاب من عند رب العباد وجرفت السيول ساكنة الطينطان وعبثت بالممتلكات وقامت صيحات المعارضين، توالت المساعدات من الإخوة السعوديين وغيرهم لم نرى لها أثرا يذكر أقال الرئيس رئيسه، نحن العسكر عدنا ثيابنا مدنية، نعامل الشعب بالقسوة، نذيق الضعيف طعما قليل خوفا عليه من المعارضة، نسكنه الحي الساكن ونرحله للترحيل، نركع الغني من أجل مصالحنا وله القليل منا، نحن بلد المطالب أمام القصر نريد الماء والكهرباء نريد تحرير العبيد الأرقاء لا مجال للعبودية "نحن كلنا عبيد" نطالب بالتشغيل ومع ذلك نطالب بالرحيل، نحن بلد المليون معتصم، شبابنا محررون أفاضل يطالبون بالحل العاجل مشاكلهم مبررة طلاب الجامعة يريدون الانصاف من رئيس الجامعة وعلى منصبه يخاف، نريد الأمن والأمان نريد العيش الرغيد أتعبنا الوقوف بالصفوف أمام حوانيت التضامن سنصطف أمام قصر الرئيس وتقمعنا البوليس ونشرب من ماء تسقى به الزهور حمالتنا يتظاهرون أطباؤنا كذلك مضربون كلنا حملة الدكتوراه وهلم جرا كلنا علمي يريد التشغيل وعمالنا في مدينة المناجم وصلوا الرئيس على الأقدام واستقبلهم الرئيس الهمام ووعدهم بالحل العاجـــل، استعجلوا الحلول وأضرموا النار في المحطة والولاية. أسفا على بلد المليون أصيب فيه الرئيس بنيران صديقة وكان الحرس رفيقه وجاءتنا أخبار أكرا بتسجيلات صوتية مفادها أخبار مشبوهة قام البرلمان المسكين منتهي الصلاحية بالتحقيق، شكك الموالون بالفبركة لا يهم بلد المليون مشاكله كثيرة خيراته كبيرة نحاس وذهب سمك وزراعة وأرض خصبة والحلول موجودة عند شخص العزيز طالبوه بالرحيل وليس عندهم بعزيز رحماك رب ببلد المليون. يوم لنا قادم يضرب فيه المثقفون والنواب الموالون والمعارضون وحكام المقاطعات والولاة أمام الرآسة وبعدهم الوزراء وأمناؤهم العامون لم يجدوا الحلول يتدخل الجيش المجيد ويعيد الكرة من جديد، نحن بلد المليون...