سأتقاسم معكم تعليقين تلقيتهما مؤخرا:
"أنت مجنون. كل قريباتي يقلن ذلك. وكل الذين يقتربون منكم يؤكدونه".
"براده... أعتقد أنك لا يمكن أن تسقط إلا في حبائل النساء اللائي يتمتعن بخصوصية: نساء بالغات الصعوبة، أو أنانيات، أو لا يعشقنك بالمرة. وفي الحقيقة، فإن المجانين مثلك، فقط، يمكن أن يتشبثوا بمثل هؤلاء النساء".
يُفهم من هذا، جزئيا، أنني لست مهيئا مطلقا للتبادل العاطفي. ثم ماذا نعني بالجنون؟ هل أنا مجنون؟ هل يَعتبر المجنون حقا أنه مجنون، أم أن الآخرين هم المجانين في نظره؟ وبالمحصّلة، هل نحن جميعا مجانين؛ كلٌّ حسب موقفه وفلسفته وثقافته ومحيطه؟
يعرّف الطب النفسي المجنون بأنه ذلك الشخص الذي فقد عقله، ولديه اضطراب نفسي، ولديه اختلال ذهني، ويبدو غريبا وغير مألوف. نظرة مجنونة. ضحكة مجنونة. ويقال: رام مجنون. ويقال أيضا: "لقد صيرتها هذه التراجيديا مجنونة، ومجنونة هائجة".
وفيما يتعلق بسلوك المجنون أو العلامات السابقة للجنون؛ فإن المجنون، في غالب الأحيان، خارج عن إرادته ومضطرب. ويُنظَر إلى سلوكه على أنه مجانب للصواب، وغير مؤسَّس. وإذا ما رفض أحدهم أو رفضت إحداهن، بغرابة، عرضا معينا، فإنه يمكن بسهولة وصفه(ا) بأنه(ا) مجنون(ة).
والمجنون، في كثير من الأحيان، هو أيضا شخص هادئ وصاف، يتمتع بنظرة ’حادة’ أو ’مشتة’. هل تجتمع هذه السمات في شخصي؟ هل هذه السمات عابرة ومميزة في كل واحد منا على حدة؟
هل الجنون، إذَن، جزء من الإنسان؟ هل هو حالة من التناوب تنتاب هذا السلوك أو ذاك، وتطال كل فرد منا في أوقات مختلفة من يومه أو من حياته؟
نقلا عن مقال بالفرنسية / ترجمة المشري ولد الرباني