بعض المصارحة لايضر؛ خاصة إذا كان الواجب الوطني يفرضه؛ والظروف من حولنا تتطلبه؛ ويشجعنا أنا عرفنا فيكم قدرا كبيرا من المصارحة والمكاشفة..
سيدي صاحب الفخامة #محمدولدالشيخ_الغزواني كنتم قد تقدمتم للشعب إبان ترشحكم ببرنامج تنموي نهضوي، ونظرا لما لمس فيه المواطن من وضوح رؤية ووطنية، ولما عُرف به شخصكم الكريم من أخلاق وشمائل اختاركم دون غيركم عبر صناديق الاقتراع رئيسا لجمهوريةٍ ذات موارد هائلة وتعداد سكاني ضئيل بالمقارنة بما حباها الله من مقدرات وخيرات، جمهوريةٌ هي ذاتها التي ظلت تنشد العدل والإنصاف والنماء منذ الولادة.
سيدي صاحب الفخامة؛ نتفهم كشعب حجم التركة الثقيلة التي ورثتم عن أسلافكم الرؤساء؛ والمطبات والعراقيل الطبيعية والاصطناعية التي واجهتكم منذ الأيام الأولى لتوليكم قيادة أمور البلد.
ونعلم فيكم صدق الإرادة؛ التي واجهتهم بها الصعاب؛ كما أننا لمسنا فيكم حزما وعزما على مواصلة مشوار رفع المظالم ووضع حد لمسلسل الغبن والتهميش والإقصاء الذي كان متفشيا قبلكم.
صاحب الفخامة؛ صحيح أن خرجاتكم وخطواتكم ظلت على مر السنين الأربع الماضية رافدا للأمل في تحقق الأهداف والغايات، ومع مرور الوقت تبين أن غلب الأعوان قربكم وحولكم ليسوا على قدر همتكم لا في وضوح الرؤية ولا صدق الإرادة أما العزيمة فتكاد تكون مفقودة لدى أغلبهم حتى لا نعمم.
أما المشكلة؛ فقد تأكد أنها تتأتى من تعاطي أعوانكم وأهل ثقتكم مع برنامجكم وتوجيهاتكم، حيث أن منهم الظالم لنا كشعب ولكم بتصرفاته وقراراته المنفرة من برنامجكم؛ المبعدة للوطنيين الغيورين عنكم، ومنهم المقتصد المكتفي بالمداومة الروتينية دون مبادرة إلى حل مشكلة ولا حتى تبليغكم بها قبل استفحالها وهو بذلك عاجز عن تنفيذ برنامجكم أما حمايته والتمكين له فلا يمكن أن تنتظر منه، وثمة قلة من حولكم يمكن وصفهم بالسابقين للخيرات الساعين إلى ترجمة برنامجكم وتعهداتكم واقعا معاشا ومع أنهم قلة فهم كذلك عرضة لمكر وكيد اللوبيات التي ورثتم من أسلافكم الرؤساء؛ المتسيدون بالتزلف لكم كما فعلوا مع من قبلكم.
سيدي الرئيس أما وقد منحتم الصلاحيات المطلقة ووفرتم الموارد الهائلة ووضعتم الخطط وأطلقتم المشاريع ولم يجد كل ذلك نفعا فقد آن الأوان لإعادة ترتيب الأولويات وإسناد المسؤوليات ومراجعة الثقة في رجالكم وأعوانكم.
سيدي صاحب الفخامة قد تكون المأمورية مأموريتكم لكن الفرصة فرصة الشعب الذي ارتفع منسوب الأمل لديه بتسلمكم مقاليد الأمور، ولإن كانت السنوات الماضية بأزماتها العالمية وإكراهات معالجة واقعنا المحلي الموروث، فإن القادم يتطلب حدية وجدية لا مكان فيها لظالم ولا مقتصد مقصر.
حفظكم الله ووفقكم
أحمد ولد الدوه
إعلامي مهتم بالشأن السياسي