توارت كالشمس خلف الحجاب ,واندثرت بعدها أيقونة “الفن”و”الحب”و”الجمال”..رحلت عن عالمنا كما كان آباؤها يرحلون ..كما كان كل العظماء يرحلون .ترجلت عن جواد العطاء ..عن مركب التاريخ الذي مازال يحكي عن محطاتها الخالدة عن ذكرياتها الجميلة ’عن ملاحمها الموسيقية وصوتها الملائكي,
لتظل ذكرى وفاتها تماما كذكرى ولادتها,علامتان فارقتان في مسار الفن وأهله ’ومحطتان تاريخيتان سيكون قطار العمر الإفتراضي لهذا البلد مجبرا على التوقف عندهما طويلا والتأمل فيهما كثيرا .
إنها ريشة الفن ”ديمي منت آبه” زرياب الأغنية الموريتانية, قصة “وفاء” لشعب ووطن تختزل حكايته الطويلة وتقص رحلته التاريخية “مقامات”الراحلة “ديمي”وأغانيها الموسيقية التي كرستها لخدمته فكانت بحق”صوت الوطن”(ياموريتان أعليك امبارك الأستقلال)(شوف الحكومة شوف) ..صوت الوطن االخفاق في كل أرجاء المعمورة ,وحضوره الملتحف بخضرة العلم الوطني,إنها باختصارشديد “هلاله”و”نجمته”
نعم.. نجمته التي لم تطفإ شعلتها يد “المنون” ولم تغيبها غيوم “الرحيل”فظلت مرتبطة بوجدانه , حاضرة في مخيلة أهله ..غنت لأفراحه وأتراحه وسايرت نشأته ونهوضه, وسخرت حياتها لخدمته وتمثيله أشرف تمثيل فكانت بكل أمانة “سندباد الدوبلوماسية” الطائر بأجنحة
الإخلاص والوفاء والإنتماء له, و”سفيرة فوق العادة “لفنه وفنانيه ,قبل أن يطوي “الموت” آخر الصفحات المشرقة من قصة العشق المحموم تلك بين “ديمي”وبين أديم هذه الأرض التي أهدتها حياتها “أنسنة” و”فنا”(موريتان فالجار@أحلو مايمرار)
واليوم عامان مرا ياملهمتي ومازال مأتم “الرحيل” يعقد كل عام ومازالت مدامع العشاق تبكيك حين يعصف بها “الفراق” ويغلبها الحنين إلى الصفح وتعاويذ “الإسترضاء”:امن إمغن كافيك واج @لاج الديام والشوف
امغن يوف واجلاج@يوف والشوف توف
عامان مرا ومازلنا خلف هذا الشعب ياملهمتي.. أوفياء لذكراك وطيفها نتفيأ ظلالك الوارفة …ونرتشف فنك الأصيل ..متشوقين لصوتك البلابلي القادم من رحم الغيوب ومعنا بقية وطن مازال مسكونا بك في الأفراح والملمات ولسان حاله:
عامان مرا عليك يا مهجتي @وطيفك لم يزل يجري على شفتي
كأنك الآن هنا لم تذهب حلاوتك@وما يزال صوتك ملئ صومعتي
رحم الله “ديمي”
بقلم: لحسن ولد محمد الأمين