شهد العام الحالي أقوي الظواهر الطبيعية فتكا وتدميرا و ازعاجا للبشر على الاطلاق, ففي بداية العام وبالتحديد 6 من فبراير , سجلت تركيا وسوريا أحد أعنف الزلازل بقوة وصلت 7.8 على مقياس ريختر خلف أكثر من 40 ألف وفاة مع دمار في 11 مدية تركية واللاذقية وحلب وادلب في سوريا . أما الجمعة الماضي 8 سبتمبر فقد شهدت منطقتنا المغاربية أحد أقوي الزلازل في منطقة الحوز جهة مراكش أسفي, مخلفا حتي الأن أكثر من 2800 وفاة معظمها بمنطقة الحوز قرب مدينة مراكش , بالعودة الى نشاط الزلازل بمنطقتنا المغاربية نستطيع أن نذكر أن المغرب شهد زلزالا في منطقة الحسيمة 2004 خلف آنذاك ما بين 628 و 631 شخصًا معظمهم من سكان المناطق القروية من الوفيات , وجُرح 926 وشرد ما يصل إلى 15000 شخص, وقبل ذالك كان المغرب قد سجل زلزالا 1960 في جهة سوس ماسه بقوة 5.8 درجة على مقياس رختر وخلف 12000-15000 وفاة وأعتبر أسوء زلزال في المغرب من حيث القوة التدميرية.
سجلت الجزائر زلزالين هي الأخري كان أولهم 1954 بقوة 6.7 درجة , في ولاية الشلف قضي فيه 1243 شخصا أما الزلزال الثاني فكان 1980 في ولاية الشلف أيضا وبقوة 7.3 درجة وخلف يومها 2633 وفاة رحمهم الله .
تعرف الزلازل انها اهتزازات فجائية تعتري القشرة الأرضية إثر ما يشهده باطن الأرض من حركة كتل صخرية ضخمة، من خلال تصدعات وتشققات ناتجة عن دفع قوي من طاقة حرارية متجمعة متراكمة في مكان محدد مناسب من عمق الأرض عبر فترات زمنية طويلة جدا. وهذه الطاقة المتجمعة تسمح بظهور قوة حركية هائلة، تكون بدايتها على شكل اضطرابات في مكان تأثيرها، حيث تأخذ الصخور بالتشوه في بنيتها وشكلها.جدير بالذكرأن الخطر المحتمل من الزلازل يعتمد على حجم الزلزال، وبعد المنطقة عن بؤرته، وقوّة النشاط الزلزالي، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل: تضاريس المنطقة، والطبيعة الجيولوجية تحت سطح الأرض، وتصميم المباني، والمياه الجوفية، ويجدر بالذكر أنّه دائماً ما يتّبع الزلازل الكبيرة سلسلة من الهزّات الارتدادية التي تعقب الزلزال.
أما الأعاصير فقد ضرب إعصار دانيال شواطئ ليبيا مخلفا حتي الأن أكثر من 5000 وفاة قابلة للزيادة مع اختفاء حوالي ربع مدينة درنة لليبية, يعرف الاعصار بأنه رياح تهب بشكل شديد وعنيفوترتفع الى السماء عموديا وبشكل حلزونيأما جغرافيا فالاعصار عبارة عن منطقة ذات ضغط منخفض تعمل على جذب الرياح الى مركزها بحيث يكون دورانها باتجاه معاكس لعقارب الساعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وتدور با تجاه عقارب الساعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
يشهد العالم سنويا العديد من الأعاصير لكن منطقتنا المغاربية شهدت هذا العام من خلال ليبيا اعصارا عنيفا وشديدا .
من أجل ميلاد إعصار ما يجب توفر شروط هي: أولا –وجود مسطحات مائية واسعة مثل المحيطات كي ينشأ الاعصار.ثانيا وجود فروق واضحة وكبيرة في درجات الحرارة والضغط الجوي والهواء فوق المسطحات المائية واليابسة أي أن يكون الفارق بين درجتي المحيط والمناطق الساحلية كبيرا.ثالثا ان يوجد تشبع لبخار الماء فوق المسطحات المائية.
تختلف القوة التدميرية من إعصار الى أخر حسب سرعة الرياح لذا تتوقف القوة التدميرية للأعاصير على سرعة الرياح فقط فأقل قوة للاعاصير عندما تكون الرياح 118 كلم للساعة وأعنفها حتي الان 330 كلم /للساعة أما اذا وصلت سرعة الرياح الى 500 كلم للساعة فيتوقع حدوث دمار شامل يؤدي الى تدمير كل شيئ داخل المناطق التي تعرضت له.
أما الحرائق فقد شهد شهر أغسطس ذروة الحر اشتعال مناطق واسعة من أوربا والمغرب والجزائر لأول مرة, غطت الحرائق مناطق كانت تعد في معزل عنها, من ناحية أخري ما شهده شهر أغسطس هذا العالم من ارتفاع درجات الحرارية الي مستويات قياسية لم يكن يتوقعها أحد و. انتشار الحرائق الذي نتج وينتج عن ذالك في اوربا وأمريكا وفي منطقتنا العربية سجلت درجات الحرارة هذا الشهر مستويات رهيبة من الارتفاع حيث وصلت في أگادير في المغرب 50.4 وفي العراق كذالك وصلت 52 درجة أي فوق درجة الاشتعال بدرجة واحدة ،وما يتسببه من حرائق وتعطل للمصالح الإدارية يفرض علينا أن نسلط الضوء عن الواجبات البيئية علي الأفراد والدولة فالبيئة بالمحافظة عليها نحافظ علي نمط عيشنا المعهود وكوكبنا نقيا خاليا من التأثيرات
يجتمع رؤساء العالم سنويا في قمة المناخ وستون في دولة الامارات العربية المتحدة, أمام تحديات جمة في مواجهة الظواهر الطبيعية التي يعتقد أن الأنشطة البشريو والانبعاثات الهوائية سببا رئيسيا لها, فهل ستكون مناسبة لتفعيل تعاون دولي جديد في مواجهة الظواهر الطبيعية المدمرة؟.
محمد عينين احمد رئيس الجمعية الموريتانية للسلامة والصحة المهنية والمحافظة على البي
ئة