دروس الثامن يونيو/ ختار ولد دحن حمود

ختار ولد دحن حمودرغم مرور عقد من الزمن على محاولة الثامن من يونيو الإنقلابية إلا أنها لا زالت تثير أكثر من سجال في المجتمع بمثقفيه و بسطائه ولا أدل على ذلك من حجم المقالات المنشورة في الصحف أو على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بين ممجّد لها كهبّة في وجه الظلم و الفساد و بين من يرى فيها مغامرة دموية طائشة لضباط مغمورين لا يجمعهم سوى التعطش للسلطة و لو بسفك الدماء.

لم يكن الثامن من يونيو أول محاولة تغيير عنيف في موريتانيا فقد سبقتها محاولة 16 مارس 1981 و كلاهما أثبت و لله الحمد فشل أسلوب التغيير الدموي في هذا البلد رغم أن لكل منهما سياقه التاريخي ومبرراته من قمع و إنسداد للأفق السلمي للتغيير.

أثبت ذلك الإنقلاب هشاشة النظام القائم يومها رغم ما أحاط به نفسه من هالة إعلامية و دعائية كما أوضح  عدم جاهزية الدولة لتحمل هزات من ذلك القبيل فيوم واحد من الإقتتال كاد أن يعيد حال البلاد قرونا للوراء. خرج مطبلوا النظام يلعنونه عند أول شائعة بسقوطه صبيحة الثامن من يونيو قبل أن يعودوا لتمجيده في مسيرات مليونية في اليوم الموالي تأكيدا لمبدأ الولاء لمن في السلطة و البراء ممن هو خارجها و هي عقيدة أغلب ممتهني السياسة عندنا.

بعد عقد على تلك المحاولة ترجل (فرسانها) و تاهوا في دهاليز السياسة و المال. تغير وجه البلد و وجهته نحو الأفضل فموريتانيا اليوم غير تلك التي كانت صبيحة الثامن من يونيو2003 إعترف بذلك المنصفون أم أنكره الجاحدون، ذلك التغيير صنعته تراكمات نضالية من بينها تلك المحاولة رغم ما شابها من عنف مدان و إزهاق لأرواح مدنية و عسكرية بريئة نسأل الله أن يرحمها.

على الثامن من يونيو في ذكراه أن يكون عبرة لنبذ العنف طريقا للوصول إلى السلطة و أن يشكل تجربة تستوجب القطيعة مع أسبابها لا أن يتحول إلى موسم لنبش جراح لم تندمل بعد فما تتطلبه هذه المرحلة هي موريتانيا متصالحة مع ذاتها أملا أن تكون دماء شهداء ذلك الإنقلاب (الدموي) آخر دماء تسيل برصاص الأشقاء وأن يكون البيان الأول لإنقلاب 2008 (السلمي) البيان الأخير فنضع بذلك نقطة نهاية لنهج التغيير الإنقلابي بسلميه ودمويه متخذين صندوق الإقتراع حكما و صوت الشعب فيصلا و أن لا نسمع مرة أخرى عبارة كل إنقلاب و أنتم......

9. يونيو 2013 - 12:54

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا